المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

1 - يا أيها المتلفف بثيابه ، قُمْ الليل مصلياً إلا قليلاً ، قُمْ نصفْ الليل أو انقص من النصف قليلاً حتى تصل إلى الثلث ، أو زد على النصف حتى تصل إلى الثلثين ، واقرأ القرآن متمهلاً مبيناً للحروف والوقوف قراءة سالمة من أي نقصان .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

3

وقوله : { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا } أي : اقرأه على تمهل ، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره . وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه ، قالت عائشة : كان يقرأ السورة فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها . وفي صحيح البخاري ، عن أنس : أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : كانت مدًا ، ثم قرأ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يمد بسم الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم{[29401]} .

وقال ابن جُرَيج ، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة : أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كان يقطع قراءته آية آية ، { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي . {[29402]}

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقال لصاحب{[29403]} القرآن : اقرأ وارْقَ ، ورَتِّل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " .

ورواه أبو داود ، والترمذي والنسائي ، من حديث سفيان الثوري ، به{[29404]} وقال الترمذي : حسن صحيح .

وقد قدمنا في أول التفسير الأحاديث الدالة على استحباب الترتيل وتحسين الصوت بالقراءة ، كما جاء في الحديث : " زَيِّنوا القرآن بأصواتكم " ، و " ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن " ، و " لقد أوتي هذا مزمار من مزامير آل داود " يعني : أبا موسى ، فقال أبو موسى : لو كنت أعلم أنك كنت تسمع قراءتي لحبَّرْته لك تحبيرا . {[29405]}

وعن ابن مسعود أنه قال : لا تنثروه نثر الرمل{[29406]} ولا تهذّوه هذّ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة . رواه البغوي . {[29407]}

وقال البخاري : حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا عمرو بن مرة : سمعت أبا وائل قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : قرأت المفصل{[29408]} الليلة في ركعة . فقال : هذّا كهذّ الشعر . لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن . فذكر عشرين سورة من المُفَصّل سورتين في ركعة . {[29409]}


[29401]:- (1) صحيح البخاري برقم (5046).
[29402]:- (2) المسند (6/302)، وسنن أبي داود برقم (4001)، والشمائل للترمذي برقم (299).
[29403]:- (3) في م: "لقارئ".
[29404]:- (4) المسند (2/192) وسنن أبي داود برقم (1464)، وسنن الترمذي برقم (2914)، وسنن النسائي الكبرى برقم (8056).
[29405]:- (5) انظر هذه الأحاديث في: فضائل القرآن في المقدمة.
[29406]:- (6) في أ: "الدقل".
[29407]:- (7) معالم التنزيل للبغوي (8/215).
[29408]:- (8) في أ: "المعضل".
[29409]:- (1) صحيح البخاري برقم (775).