الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : يقرأ آيتين ثلاثة ثم يقطع لا يهذرم .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن منيع في مسنده ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بينه تبييناً .

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها » .

وأخرج الديلمي بسند واه عن ابن عباس مرفوعاً إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلاً وبينه تبييناً ، لا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر والبيهقي في سننه عن إبراهيم قال : قرأ علقمة على عبدالله فقال : رتله فإنه يزين القرآن .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : ترسل فيه ترسيلاً .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن نصر وابن المنذر عن قتادة في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بلغنا أن عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المد .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بينه تبييناً .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : اقرأه قراءة بينة .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن نصر والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بعضه على أثر بعض .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في قوله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : فسره تفسيراً .

وأخرج العسكري في المواعظ عن علي : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : بينه تبييناً ولا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذا الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إنكم لا تستطيعونها ، فقيل لها : أخبرينا بها ، فقرأت قراءة ترسلت فيها .

وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحسن قراءة ؟ قال : «الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يقرأ آية ويبكي ويرددها فقال : ألم تسمعوا إلى قول الله : { ورتل القرآن ترتيلاً } هذا الترتيل .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن أبي هريرة أو أبي سعيد قال : يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن مجاهد قال : القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول : يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ، ومنعته من كثير من شهواته ، ولكل عامل من عمله عماله ، فيقال له : أبسط يدك فيملأ من رضوان ، فلا يسخط عليه بعده ، ثم يقال له : اقرأ وأرقه ، فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك بن قيس قال : يا أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فإنه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه ملكان فاكتنفاه فقالا له : اقرأ وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس عن بريدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب ، فيقول له : هل تعرفني ؟ فيقول : ما أعرفك ، فيقول : أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة . قال : فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويكسي والده حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا ، فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن . ثم يقال له : اقرأ واصعد درج الجنة وعرفها ، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلاً » .