محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا} (4)

{ أو زد عليه } أي النصف إلى الثلثين والمقصود التخيير من قيام النصف وما فوقه وما دونه ولا يقال كيف يكون النصف قليلا وهو مساو للنصف الآخر ؟ لأن القبلة بالنسبة إلى الكل لا إلى عديله .

{ ورتل القرآن ترتيلا } أي بينه تبيينا وترسل فيه ترسلا .

قال الزمخشري ترتيل القرآن قراءته على ترسل وتؤدة ، بتبيين الحرف وإشباع الحركات حتى يجيء المتلو منه شبيها بالثغر المرتل وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان وأن لا يهذه هذا ولا يسرده سردا .

تنبيه قال السيوطي في الآية استحباب ترتيل القراءة وأنه أفضل من الهذ به وهو واضح .

وقد ثبت في السنة انه صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية ، وأنها كانت مفسرة حرفا حرفا وأنه كان يقف على رؤوس الآي .

واستدل بالآية على أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها لأن المقصود من القرآن فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به .

قال ابن مسعود " لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة " .