وفي الضفة الأخرى الذين آمنوا وعملوا الصالحات . الذين آمنوا فأدركوا أن هناك ما هو أعلى من هذه الحياة الدنيا ، وعملوا الصالحات بمقتضى هذا الإيمان ، تحقيقا لأمر الله بعمل الصالحات ، وانتظارا للآخرة الطيبة . . وطريقها هو الصالحات . . هؤلاء .
يهديهم إلى الصالحات بسبب هذا الإيمان الذي يصل ما بينهم وبين الله ، ويفتح بصائرهم على استقامة الطريق ، ويهديهم إلى الخير بوحي من حساسية الضمير وتقواه . . هؤلاء يدخلون الجنة .
وما يزال الماء ولن يزال يوحي بالخصب والري والنماء والحياة . .
وقوله تعالى :{ إن الذين آمنوا } . الآية لما قرر تبارك وتعالى حالة الفرقة الهالكة عقب ذلك بذكر حالة الفرقة الناجية ليتضح الطريقان ويرى الناظر فرق ما بين الهدى والضلال ، وهذا كله لطف منه بعباده ، وقوله { يهديهم } لا يترتب أن يكون معناه يرشدهم إلى الإيمان لأنه قد قررهم مؤمنين فإنما الهدى في هذه الآية على أحد وجهين : إما أن يريد أنه يديمهم ويثبتهم ، كما قال :{ يا أيها الذين آمنوا آمنوا }{[6027]} فإنما معناه اثبتوا ، وإما أن يريد يرشدهم إلى طرق الجنان في الآخرة ، وقوله : { بإيمانهم } يحتمل أن يريد بسبب إيمانهم ويكون مقابلاً لقوله قبل { مأواهم النار بما كانوا يكسبون } ، ويحتمل أن يكون الإيمان هو نفس الهدى ، أي يهديهم إلى طرق الجنة بنور إيمانهم ، قال مجاهد : يكون لهم إيمانهم نوراً يمشون به ويتركب هذا التأويل على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إن العبد المؤمن إذا قام من قبره للحشر تمثل له رجل جميل الوجه طيب الرائحة فيقول : من أنت ؟ فيقول أنا عملك الصالح فيقوده إلى الجنة{[6028]} ، وبعكس هذا في الكافر » ، ونحو هذا مما أسنده الطبري وغيره وقوله { تجري من تحتهم الأنهار } يريد من تحت علياتهم وغرفهم وليس التحت الذي هو بالمما سة بل يكون إلى الناحية من الإنسان كما قال تعالى : { جعل ربك تحتك سرياً }{[6029]} وكما قال حكاية عن فرعون { وهذه الأنهار تجري من تحتي }{[6030]} .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر بما أعد للمؤمنين، فقال: {إن الذين ءامنوا} يعني صدقوا بالله،
{وعملوا الصالحات}: وأقاموا فرائض الله،
{يهديهم ربهم بإيمانهم} يعني بتصديقهم وتوحيدهم كما صدقوا ووحدوا، كذلك يهديهم ربهم إلى الفرائض، ويثيبهم الجنة،
{تجري من تحتهم الأنهار} يعني تحت قصورهم نور في نور، قصور الدر والياقوت، وأنها تجري من غرفهم، {في جنات النعيم} لا يكلفون فيها عملا أبدا ولا يصيبهم فيها مشقة أبدا.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره:"إنّ الّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ": إن الذين صدّقوا الله ورسوله "وعملوا الصالحات"، وذلك العمل بطاعة الله والانتهاء إلى أمره. "يَهْدِيهِمْ رَبّهُمْ بإيمانِهِمْ "يقول: يرشدهم ربهم بإيمانهم به إلى الجنة...
وقال ابن جريج: "يَهْدِيهِمْ رَبّهُمْ بإيمانِهِمْ "قال: يمثل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة، يعارض صاحبه ويبشره بكل خير، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك فيجعل له نورا من بين يديه حتى يدخله الجنة، فذلك قوله: "يَهْدِيهِمْ رَبّهُمْ بإيمانِهِمْ". والكافر يمثل له عمله في صورة سيئة وريح منتنة، فيلازم صاحبه ويُلازه حتى يقذفه في النار.
وقال آخرون: معنى ذلك: بإيمانهم يهديهم ربهم لدينه، يقول: بتصديقهم هداهم...
وقوله: "تَجْرِي مِنْ تَحْتَهِمُ الأنهارُ" يقول: تجري من تحت هؤلاء المؤمنين الذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم أنهار الجنة. "في جَنّاتِ النّعِيمِ" يقول: في بساتين النعيم الذي نعمّ الله به أهل طاعته والإيمان به.
فإن قال قائل: وكيف قيل تجري من تحتهم الأنهار، وإنما وصف جلّ ثناؤه أنهار الجنة في سائر القرآن أنها تجري تحت الجنات؟ وكيف يمكن الأنهار أن تجري من تحتهم إلا أن يكونوا فوق أرضها والأنهار تجري من تحت أرضها، وليس ذلك من صفة أنهار الجنة، لأن صفتها أنها تجري على وجه الأرض في غير أخاديد؟ قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبتَ، وإنما معنى ذلك: تجري من دونهم الأنهار إلى ما بين أيديهم في بساتين النعيم، وذلك نظير قول الله: "قَدْ جَعَلَ رَبّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا" ومعلوم أنه لم يجعل السريّ تحتها وهي عليه قاعدة، إذ كان السريّ هو الجدول، وإنما عني به جعل دونها: بين يديها، وكما قال جلّ ثناؤه مخبرا عن قيل فرعون: "ألَيْسَ لي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي" بمعنى: من دوني بين يدي.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
... (يهديهم ربهم بإيمانهم): يدعوهم إلى الخيرات في الدنيا بإيمانهم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
..."يهديهم ربهم بإيمانهم" يعني جزاء على إيمانهم.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} يسدّدهم بسبب إيمانهم للاستقامة على سلوك السبيل المؤدّي إلى الثواب، لذلك جعل {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار} بياناً له وتفسيراً، لأنّ التمسك بسبب السعادة كالوصول إليها، ويجوز أن يريد: يهديهم في الآخرة بنور إيمانهم إلى طريق الجنة، كقوله تعالى: {يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات يسعى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانهم} [الحديد: 12]..
فإن قلت: فلقد دلّت هذه الآية على أنّ الإيمان الذي يستحق به العبد الهداية والتوفيق والنور يوم القيامة، هو إيمان مقيد، وهو الإيمان المقرون بالعمل الصالح، والإيمان الذي لم يقرن بالعمل الصالح فصاحبه لا توفيق له ولا نور. قلت: الأمر كذلك. ألا ترى كيف أوقع الصلة مجموعاً فيها بين الإيمان والعمل، كأنه قال: إنّ الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، ثم قال: بإيمانهم، أي بإيمانهم هذا المضموم إليه العمل الصالح، وهو بين واضح لا شبهة فيه.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{إن الذين آمنوا}. الآية لما قرر تبارك وتعالى حالة الفرقة الهالكة عقب ذلك بذكر حالة الفرقة الناجية ليتضح الطريقان ويرى الناظر فرق ما بين الهدى والضلال، وهذا كله لطف منه بعباده..
{يهديهم} لا يترتب أن يكون معناه يرشدهم إلى الإيمان لأنه قد قررهم مؤمنين فإنما الهدى في هذه الآية على أحد وجهين:
إما أن يريد أنه يديمهم ويثبتهم، كما قال: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا} فإنما معناه اثبتوا، وإما أن يريد يرشدهم إلى طرق الجنان في الآخرة.
اعلم أنه تعالى لما شرح أحوال المنكرين والجاحدين في الآية المتقدمة، ذكر في هذه الآية أحوال المؤمنين المحقين، واعلم أنه تعالى ذكر صفاتهم أولا، ثم ذكر مالهم من الأحوال السنية والدرجات الرفيعة ثانيا، أما أحوالهم وصفاتهم فهي قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} وفي تفسيره وجوه:
الوجه الأول: أن النفس الإنسانية لها قوتان: القوة النظرية: وكمالها في معرفة الأشياء، ورئيس المعارف وسلطانها معرفة الله. والقوة العملية: وكمالها في فعل الخيرات والطاعات، ورئيس الأعمال الصالحة وسلطانها خدمة الله. فقوله: {إن الذين آمنوا} إشارة إلى كمال القوة النظرية بمعرفة الله تعالى، وقوله: {وعملوا الصالحات} إشارة إلى كمال القوة العملية بخدمة الله تعالى، ولما كانت القوة النظرية مقدمة على القوة العملية بالشرف والرتبة، لا جرم وجب تقديمها في الذكر.
الوجه الثاني: في تفسير هذه الآية قال القفال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي صدقوا بقلوبهم، ثم حققوا التصديق بالعمل الصالح الذي جاءت به الأنبياء والكتب من عند الله تعالى.
الوجه الثالث: {الذين آمنوا} أي شغلوا قلوبهم وأرواحهم بتحصيل المعرفة {وعملوا الصالحات} أي شغلوا جوارحهم بالخدمة، فعينهم مشغولة بالاعتبار كما قال: {فاعتبروا يا أولي الأبصار} وأذنهم مشغولة بسماع كلام الله تعالى كما قال: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول} ولسانهم مشغول بذكر الله كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله} وجوارحهم مشغولة بنور طاعة الله كما قال: {ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض}
واعلم أنه تعالى لما وصفهم بالإيمان والأعمال الصالحة ذكر بعد ذلك درجات كراماتهم ومراتب سعاداتهم وهي أربعة:
المرتبة الأولى: قوله: {يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم} وفيه مسائل:
المسألة الأولى: في تفسير قوله: {يهديهم ربهم بإيمانهم} وجوه:
...التأويل الثاني: قال ابن الأنباري: إن إيمانهم يهديهم إلى خصائص في المعرفة ومزايا في الألفاظ ولوامع من النور تستنير بها قلوبهم، وتزول بواسطتها الشكوك والشبهات عنهم، كقوله تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى} وهذه الزوائد والفوائد والمزايا يجوز حصولها في الدنيا قبل الموت، ويجوز حصولها في الآخرة بعد الموت، قال القفال: وإذا حملنا الآية على هذا الوجه، كان المعنى يهديهم ربهم بإيمانهم وتجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، إلا أن حذف الواو وجعل قوله: {تجري} خبرا مستأنفا منقطعا عما قبله.
والتأويل الثالث: أن الكلام في تفسير هذه الآية يجب أن يكون مسبوقا بمقدمات. المقدمة الأولى: أن العلم نور والجهل ظلمة. وصريح العقل يشهد بأن الأمر كذلك، ومما يقرره أنك إذا ألقيت مسألة جليلة شريفة على شخصين، فاتفق أن فهمها أحدهما وما فهمها الآخر، فإنك ترى وجه الفاهم متهللا مشرقا مضيئا، ووجه من لم يفهم عبوسا مظلما منقبضا، ولهذا السبب جرت عادة القرآن بالتعبير عن العلم والإيمان بالنور، وعن الجهل والكفر بالظلمات.
والمقدمة الثانية: أن الروح كاللوح، والعلوم والمعارف كالنقوش المنقوشة في ذلك اللوح. ثم ههنا دقيقة، وهي أن اللوح الجسماني إذا رسمت فيه نقوش جسمانية فحصول بعض النقوش في ذلك اللوح مانع من حصول سائر النقوش فيه، فأما لوح الروح فخاصيته على الضد من ذلك، فإن الروح إذا كانت خالية عن نقوش المعارف والعلوم فإنه يصعب عليه تحصيل المعارف والعلوم، فإذا احتال وحصل شيء منها، كان حصول ما حصل منها معينا له على سهولة تحصيل الباقي، وكلما كان الحاصل أكثر كان تحصيل البقية أسهل، فالنقوش الجسمانية يكون بعضها مانعا من حصول الباقي، والنقوش الروحانية يكون بعضها معينا على حصول البقية، وذلك يدل على أن أحوال العالم الروحاني بالضد من أحوال العالم الجسماني.
المقدمة الثالثة: أن الأعمال الصالحة عبارة عن الأعمال التي تحمل النفس على ترك الدنيا وطلب الآخرة، والأعمال المذمومة ما تكون بالضد من ذلك. إذا عرفت هذه المقدمات فنقول: الإنسان إذا آمن بالله فقد أشرق روحه بنور هذه المعرفة، ثم إذا واظب على الأعمال الصالحة حصلت له ملكة مستقرة في التوجه إلى الآخرة وفي الإعراض عن الدنيا، وكلما كانت هذه الأحوال أكمل كان استعداد النفس لتحصيل سائر المعارف أشد، وكلما كان الاستعداد أقوى وأكمل كانت معارج المعارف أكثر وإشراقها ولمعانها أقوى، ولما كان لا نهاية لمراتب المعارف والأنوار العقلية، لا جرم لا نهاية لمراتب هذه الهداية المشار إليها بقوله تعالى: {يهديهم ربهم بإيمانهم}.
المسألة الثالثة: الإيمان هو المعرفة والهداية المترتبة عليها أيضا من جنس المعارف، ثم إنه تعالى لم يقل يهديهم ربهم إيمانهم. بل قال: {يهديهم ربهم بإيمانهم} وذلك يدل على أن العلم بالمقدمتين لا يوجب العلم بالنتيجة، بل العلم بالمقدمتين سبب لحصول الاستعداد التام لقبول النفس للنتيجة، ثم إذا حصل هذا الاستعداد، كان التكوين من الحق سبحانه وتعالى. وهذا معنى قول الحكماء أن الفياض المطلق والجواد الحق، ليس إلا الله سبحانه وتعالى.
تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} أي يهديهم بسبب إيمانهم به صراطه المستقيم في كل عمل من أعمالهم التي تزكي أنفسهم وتهذب أخلاقهم. وصفهم أولا بالإيمان والعمل الصالح- الذي هو لازم الإيمان ومغذيه ومكمله بصيغة الماضي- لبيان صنفهم وفريقهم المقابل للفريق الذي ذكر قبلهم، وأخبر بهداية إيمانهم لهم بصيغة المضارع الدالة على الاستمرار والتجدد، كما أخبر عن كسب الكفار بهذه الصيغة، وجعل الإيمان وحده سبب هذه الهداية؛ لأنه هو الباعث النفسي لها، والمعنى أنه يهديهم الصراط المستقيم الذي ينتهي بهم إلى دار الجزاء التي قال في بيان حالهم فيها: {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} أي تجري من تحت مقاعدهم من غرفات تلك الجنات ومن تحت أشجارها، وتقدم لفظ "جنات النعيم "في سورة المائدة (5: 68) ولفظ {تجري من تحتهم الأنهار} في سورة الأعراف (7: 42) وأما {تجري من تحتها الأنهار} يعني الجنة فقد تقدم مكررا في سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والتوبة، والآية صريحة في معنى الآيات الكثيرة الناطقة بأن دخول الجنة بالإيمان والعمل الصالح معا، لأن الإيمان الصحيح بدون الإسلام -وهو العمل- لا يوجد إلا في حال من يموت عقب إيمانه قبل أن يتمكن من العمل، ودخول مثل هذا الجنة لا يعارض هذه النصوص العامة للأحوال العادية الغالبة.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} وهذا هو الفريق الآخر الذي عاش العقيدة مسؤوليّة، فانفتح على آفاقها، واستمع إلى آيات الله فيها، وفكّر وتأمّل وتدبّر، حتى انتهى إلى القناعة اليقينيّة في الفكر والشعور، فكان الإيمان هو الخط الذي سار عليه، وكان العمل الصالح يمثّل حركة الإيمان في خطّ العمل، وبذلك كانت هداية الله لهؤلاء إلى الصراط المستقيم الذي يؤدي إلى الجنة، بواسطة هذا الإيمان الذي يمثل إشراقة الحياة في فكر الإنسان وروحه وضميره، فيحقّق له وضوح الرؤية لكل شيء من حوله، ليتحرك في حياته على هذا الأساس، فيصل إلى غاياته في الدنيا والآخرة. وهكذا كانت النهاية المشرقة لهؤلاء {تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}، حيث يعيشون السعادة الروحية في هذا الفيض الإلهي من الألطاف التي تغمرهم بنسيمها، وتضمّهم برضوان الله..