تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (9)

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ) يحتمل وجوها :

[ أحدهما ][ ساقطة من الأصل وم ] : يحتمل ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) في الدنيا طريق الجنة في الآخرة ، وهو معنى ما ذكر في القصة : أن المؤمن إذا خرج من القبر يصور له عمله في صورة حسنة .

والثاني : ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) فيصيرون مهتدين[ في الأصل وم : مهتدون ] بهدايته إياهم .

والثالث : [ في الأصل وم : و ] يشبه ( يهديهم ربهم بإيمانهم ) يدعوهم إلى الخيرات في الدنيا بإيمانهم ، والله أعلم .

فهذا على المعتزلة لأنهم يمتنعون عن تسمية صاحب الكبيرة مؤمنا ، ومعه إيمان ، فيلزمهم أن يمتنعوا عما وعد له ، وإن كان معه إيمان ، فإن ذكر له الوعد مع هذا لزمهم أن يسموه مؤمنا معه من الإيمان .

وقوله تعالى : ( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) يقول أهل التأويل : من تحت أهل الجنة ، وقد ذكرنا هذا .