قوله : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم{[30526]}ربهم{[30527]} بإيمانهم } إلى قوله { العالمين }[ 9-10 ] .
المعنى : إن الذين صدقوا الله ورسوله ، وعملوا بطاعة{[30528]} الله { يهديهم ربهم بإيمانهم } أي : يرشدهم بإيمانهم إلى الجنة{[30529]} .
وقال قتادة : بلغنا أن النبي عليه السلام ، قال : " إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة يقول له : من أنت ؟ فوالله إني لأراك امرأ صدق{[30530]} . فيقول ( له ){[30531]} : أنا عملك ، فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة . والكافر بضد ذلك في الصورة ينطلق{[30532]} به عمله حتى يدخله{[30533]} النار ){[30534]} .
وقيل : المعنى يهديهم ربهم لدينه بإيمانهم به . أي : من أجل تصديقهم هداهم{[30535]} .
قوله{[30536]} : { تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم } .
أي : في بساتين قد نعم الله فيها أهل/طاعته{[30537]} .
ومعنى { من تحتهم } : من دونهم{[30538]} وبين أيديهم ، وليس هو أنها تجري ( من ){[30539]} تحت ما هم عليه جلوس من أرض ونحوها . وهذا كما تقول : بلد كذا تحت بلد كذا . أي : بجوارها{[30540]} وبين أيديها{[30541]} . لا{[30542]} أنها تحتها : إحداهما فوق الأخرى . ومثل هذا قوله تعالى : { قد جعل ربك تحتك سريا }{[30543]} . ومعلوم أن السري ليس تحتها ، إذ كان السري : الجدول ، وإنما معناه : أنه جعله دونها ، أي{[30544]} : بين يديها . ومن هذا ما حكى الله ( عز وجل ){[30545]} لنا من قول{[30546]} فرعون : { وهذه الأنهار تجري من تحتي }{[30547]} ومعلوم أن نيل مصر لم يكن تحته يجري ، وهو عليه ، وإنما كان ( يجري ){[30548]} بجواره ، وبين يديه ودونه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.