فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (9)

وأما حال الذين يؤمنون به ، فقد بيّنه سبحانه بقوله : { إِنَّ الذين آمَنُواْ } أي : فعلوا الإيمان الذي طلبه الله منهم بسبب ما وقع منهم من التفكر والاعتبار ، فيما تقدّم ذكره من الآيات { وَعَمِلُواْ الصالحات } التي يقتضيها الإيمان . وهي ما شرعه الله لعباده المؤمنين { يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ } أي : يرزقهم الهداية بسبب هذا الإيمان المضموم إليه العمل الصالح ، فيصلون بذلك إلى الجنة ، وجملة : { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار } مستأنفة ، أو خبر ثان ، أو في محل نصب على الحال . ومعنى من تحتهم : من تحت بساتينهم ، أو من بين أيديهم ؛ لأنهم على سرر مرفوعة . وقوله : { فِي جنات النعيم } متعلق بتجري أو بيهديهم ، أو خبر آخر أو حال من الأنهار .

/خ10