بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (9)

ثم أنزل فيما أعدّ للمؤمنين ، فقال : { إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ } ؛ وقال مقاتل : يهديهم على الصراط إلى الجنة بالنور { بإيمانهم } ، يعني : بتوحيدهم الله تعالى في الدنيا ؛ وقال الضحاك : يدعوهم ربهم بإيمانهم إلى الجنة ؛ وقال الكلبي نحو هذا . ويقال هذا على معنى التقديم ، ومعناه إن الذين يهديهم ربهم بإيمانهم حتى آمنوا وعملوا الصالحات ، ويقال : يهديهم ربهم في الدنيا ، يعني : يثبتهم على الإيمان ويدخلهم في الآخرة الجنة بإيمانهم ؛ ويقال : ينجيهم ربهم بإيمانهم ؛ وقال الحسن : يرحمهم ربهم بإيمانهم .

ثم قال : { تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأنهار فِي جنات النعيم } يتنعمون فيها .