النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (9)

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بإِيمَانِهِمْ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : يجعل لهم نوراً يمشون به ، قاله مجاهد .

الثاني : يجعل عملهم هادياً لهم إلى الجنة ، وهذا معنى قول ابن جريج .

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يَتَلَقَّى الْمُؤْمِنَ عَمَلُهُ فِي أَحْسَنِ صُوَرَةٍ فَيُؤْنِسُهُ وَيَهْدَيهِ ، وَيَتَلَقَّى الْكَافِرَ عَمَلُهُ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ فَيُوحِشُهُ وَيُضِلُّهُ " {[1311]} . الثالث : أن الله يهديهم إلى طريق الجنة .

الرابع : أنه وصفهم بالهداية على طريق المدح لهم .

{ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ } فيه وجهان :

أحدهما : من تحت منازلهم ، قاله أبو مالك .

الثاني : تجري بين أيديهم وهم يرونها من علو لقوله تعالى :{ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } [ الزخرف : 51 ] يعني بين يدي .

وحكى أبو عبيدة عن مسروق أن أنهار الجنة تجري في غير أخدود .


[1311]:رواه ابن أبي شيبة.