المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

49 - وتخير جزءا من الليل فسبحه فيه ، وسبحه وقت إدبار النجوم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

وفي ثنايا الليل . وعند إدبار النجوم في الفجر . هنالك مجال الاستمتاع بهذا الإيناس الحبيب . والتسبيح زاد وأنس ومناجاة للقلوب . فكيف بقلب المحب الحبيب القريب ? ? ?

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ ومن الليل فسبحه } فإن العبادة فيه أشق على النفس وإبعد من الرياء ، ولذلك أفرده بالذكر وقدمه على الفعل { وإدبار النجوم } وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل ، وقرئ بالفتح أي في أعقابها إذا غربت أو خفيت .

ختام السورة:

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والطور كان حقا على الله أن يؤمنه من عذابه وأن ينعمه في جنته " .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

قيل : المغرب والعشاء وركعتا الفجر .

وفي الآية دليل وإشارة إلى أنه أَمَرَه أَنْ يَذْكُرَه في كلَّ وقت ، وألا يخلوَ وقتٌ من ذِكْره .

والصبرُ لحُكمِ اللَّهِ شديدٌ ، ولكن إذا عَرَفَ اطلاعَ الربِّ عليه سَهُلَ عليه ذلك وهان .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

44

49- { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } .

أي : اذكره أثناء الليل ، وخصّ الليل بالذات لأن القيام فيه أشق على النفس .

وقيل : المراد بقوله تعالى : وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ . . . أي : صل لله صلاة الليل ، وكان قيام الليل فريضة على النبي صلى الله عليه وسلم . قال تعالى : { يأيها المزمل*قم الليل إلاّ قليلا } . ( المزمل : 1-2 )

وقال سبحانه وتعالى : { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } . ( الإسراء : 79 )

وقد مدح المؤمنين والمتقين بقيام الليل ، فقال سبحانه وتعالى : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . ( السجدة : 16-17 )

وقال عز شأنه : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } . ( الذاريات : 15-19 )

وقيل : المراد بتسبيح الله ليلا صلاتا المغرب والعشاء .

والمراد بقوله تعالى : وَإِدْبَارَ النُّجُومِ . أي : سبح الله وصلِّ له عند غياب النجوم ، وذهاب ضوئها ، إذا طلع الفجر الثاني ، وهو البياض المنشق من سواد الليل ، والمراد به صلاة ركعتين قبل الفجر .

وهذا مروي عن كثير من الصحابة ، كما أنه مأثور عن كثير من التابعين .

وعن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا بن عباس ، ركعتان قبل الفجر ، إدبار النجوم ، وركعتان بعد المغرب ، أدبار السجود " x .

وفي صحيح مسلم ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل ، أشد معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح . xi

وعن عائشة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " xii .

***

تم بحمد الله تفسير سورة ( الطور ) ظهر يوم الخميس 30من جمادى الآخرة 1421ه ، الموافق 28/9/2000 .

i ورد في الصحيحين في حديث الإسراء : " ثم رفع بي إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفا يعودون إليه آخر ما عليهم " ، يعني : يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم .

ii ثم رفع بي إلى البيت المعمور :

رواه البخاري في بدء الخلق ( 3207 ) ومسلم في الإيمان ( 162 ) من حديث أنس .

iii لن يدخل أحدا عمله الجنة قالوا ولا أنت :

رواه البخاري في المرضى ( 5673 ) ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار ( 2816 ) ، من حديث أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لن يدخل أحدا عمله الجنة " ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " لا ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ولا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد خيرا ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب "

iv جعل الله الرحمة مائة جزء :

رواه البخاري في الأدب ( 6000 ) ومسلم في التوبة ( 2752 ) من حديث أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه " .

v سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور :

رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4854 ) وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 832 ) من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون*أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون*أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون } . قال : كاد قلبي أن يطير .

vi الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية ، تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشافعي ، الشهير بالجمل المتوفى سنة 1204 ه ، طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر .

vii سبحانك اللهم وبحمدك :

رواه أبو داود في الأدب ( 4859 ) والدارمي في الاستئذان ( 2658 ) وأحمد ( 19270 ) من حديث أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس : " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " . فقال رجل : يا رسول الله ، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى ، فقال : " كفارة لما يكون في المجلس " .

viii اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض :

رواه البخاري في التهجد ( 1120 ) ومسلم في صلاة المسافرين ( 1288 ) ، والترمذي في الدعوات ( 3340 ) ، والنسائي في قيام الليل ( 1601 ) ، وأبو داود في الصلاة ( 566 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1345 ) ، وأحمد ( 2575 ) ، ومالك في النداء للصلاة ( 541 ) ، والدارمي في الصلاة ( 1448 ) .

ix فجلس فمسح النوم عن وجهه :

رواه البخاري في الجمعة ( 1198 ) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها وهي خالته قال : فاضطجعت على عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ، ثم قام يصلي قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها بيده فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح .

x إدبار النجوم الركعتان قبل الفجر :

رواه الترمذي في تفسير القرآن ( 3275 ) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إدبار النجوم الركعتان قبل الفجر ، وإدبار السجود الركعتان بعد المغرب " .

قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، من حديث محمد بن فضيل عن رشدين بن كريب وسألت محمد بن إسماعيل عن محمد ورشدين بن كريب أيهما أوثق قال : ما أقربهما ، ومحمد عندي أرجح ، قال : وسألت عبد الله بن عبد الرحمن عن هذا فقال : ما أقربهما ، ورشدين بن كريب أرجحهما عندي ، قال : والقول عندي ما قال أبو محمد ورشدين أرجح من محمد وأقدم ، وقد أدرك رشدين ابن عباس ورآه .

xi لم يكن على شيء من النوافل أشد :

رواه مسلم في صلاة المسافرين ( 724 ) وأبو داود في الصلاة ( 1254 ) وأحمد ( 23647 ) من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل أشد معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح .

xii ركعتا الفجر خير من الدنيا :

رواه مسلم في صلاة المسافرين ( 725 ) من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ ومن الليل فسبحه } نزهه بقولك : سبحان الله وبحمده . أو صل له النوافل ، أو صلاة المغرب والعشاء . { وإدبار النجوم } أي وقت إدبارها وغروبها آخر الليل . والتسبيح فيه : التنزيه ، أو صلاة ركعتي الفجر ، أو صلاة فريضة الصبح . والله أعلم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

إدبار النجوم ، بكسر الهمزة : وقتُ مغيبها .

{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } في الليل ، وسبِّحه حين تغيبُ النجوم ، واذكر الله في جميع الحالات والأوقات ، آناءَ الليل وأطرافَ النهار .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

وقوله تعالى : { وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ } إفراد لبعض الليل بالتسبيح لما أن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرياء كما يلوح به تقديمه على الفعل { وإدبار النجوم } أي وقت إدبارها من آخر الليل أي غيبتها بضوء الصباح ، وقيل : التسبيح من الليل صلاة المغرب والعشاء ، { وإدبار النجوم } ركعتا الفجر ، وعن عمر رضي الله تعالى عنه . وعلي كرم الله تعالى وجهه . وأبي هريرة . والحسن رضي الله تعالى عنهما التسبيح من الليل النوافل ، و { في النجوم } ركعتا الفجر ، وقرأ سالم بن أبي الجعد . والمنهار بن عمرو . ويعقوب أدبار بفتح الهمزة جمع دبر بمعنى عقب أي في أعقابها إذا غربت ، أو خفيت بشعاع الشمس .

ومما ذكروه من باب الإشارة : { وَمِنَ اليل فَسَبّحْهُ } أي عند نزول السكينة عليك { وإدبار النجوم } [ الطور : 49 ] أي عند ظهور نور شمس الوجه ، وتسبيحه سبحانه عند ذلك بالاحتراز عن إثبات وجود غير وجوده تعالى الحق فإن إثبات ذلك شرك مطلق في ذلك المقام أعاذنا الله تعالى وإياكم من الشرك بحرمة الحبيب عليه الصلاة والسلام .

ختام السورة:

هذا ونظم الآيات من قوله تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ } إلى قوله سبحانه : { أَمْ لَهُمْ إله غَيْرُ الله } [ الطور : 30 43 ] الخ فيه غرابة ولم أر أحداً كشف عن لثامه ك «صاحب الكشف » جزاه الله تعالى خيراً ، ولغاية حسنه وكونه مما لا مزيد عليه أحببت نقله بحذافيره لكن مع اختصار مّا ، فأقول : قال : أومأ الزمخشري إلى وجهين في ذلك في قوله تعالى : { بَلْ قَالُواْ أضغاث أَحْلاَمٍ بَلِ افتراه بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } [ الأنبياء : 5 ] أحدهما : أنه حكاية قولهم المضطرب على وجهه ، والثاني : أنه تدرج منه سبحانه في حكاية ما قالوه من المنكر إلى ما هو أدخل فيه ، والأول ضعيف فيما نحن فيه لأن ما سيق له الكلام ليس اضطراب أقوالهم فتحكى على ما هي عليه بل تسليته عليه الصلاة والسلام وأنه لا محالة ينتقم له منهم وأن العذاب المكذب به واقع بهم جزاءاً لتكذيبهم بالمنبئ والنبأ والمنبأ به ، فالمتعين هو الثاني ، ووجهه والله تعالى أعلم أن قوله : { فَذَكّرْ } [ الطور : 29 ] معناه إذ ثبت كون العذاب واقعاً وكون الفريقين المصدقين والمكذبين مجزيين بأعمالهم ، وإنك على الحق المبين الذي من كذب به استحق الهوان ، ومن صدق استحق الرضوان فدم على التذكير ولا تبال بما تكايد فإنك أنت الغالب حجة وسيفاً في هذه الدار ، ومنزلة ورفعة في دار القرار ، ومن قوله تعالى : { فَمَا أَنتَ } إلى قوله سبحانه : { هُمُ المكيدون } [ الطور : 29 -42 ] تفصيل هذا المجمل مع التعريض بفساد مقالاتهم الحمقاء وأنهم بمرأى من الله تعالى ومسمع فلا محالة ينتقم لنبيه عليه الصلاة والسلام منهم ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم من الله تعالى بمكان لا يقادر قدره فهو شدّ من عضد التسلي ، وقوله سبحانه : { فَمَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبّكَ } [ الطور : 29 ] الخ فيه أن من أنعم عليه بالنبوة يستحيل أن يكون أحد هذين ، وبدأ بقولهم المتناقض لينبه أولاً على فساد آرائهم ويجعله دستوراً في إعراضهم عن الحق وإيثار اتباع أهوائهم فما أبعد حال من كان أتقنهم رأياً وأرجحهم عقلاً وأبينهم آياً منذ ترعرع إلى أن بلغ الأشدّ عن الجنون والكهانة على أنهما متناقضان لأن الكهان كانوا عندهم من كامليهم وكان قولهم إماماً متبعاً عندهم فأين الكهانة من الجنون ، ثم ترقى مضرباً إلى قولهم فيه وحاشاه صلى الله عليه وسلم أنه شاعر لأنه أدخل في الكذب من الكاهن والمجنون وقدماً قيل : أحسن الشعر أكذبه ليبين حال تلجلجهم واضطرابهم ، وقوله تعالى : { قُلْ تَرَبَّصُواْ } [ الطور : 31 ] من باب المجازاة بمثل صنيعهم وفيه تتميم للوعيد ، فهذا باب من إنكارهم هدمه سبحانه أولاً تلويحاً بقوله تعالى : { بِنِعْمَةِ رَبّكَ } وثانياً تصريحاً بقوله جل وعلا . { أَمْ تَأْمُرُهُمْ أحلامهم } [ الطور : 32 ] كأنه قيل دعهم وتلك المقالة وما فيها من الاضطراب ففيها عبرة ، ثم قيل : لا بل ذلك من طغيانهم لأنه أدخل في الذم من نقصان العقل وأبلغ في التسلية لأن من طغى على الله عز وجل فقد باء بغضبه ، ثم أخذ في باب أوغل في الإنكار وهو نسبة الافتراء إليه صلى الله عليه وسلم وذلك لأن الافتراء أبعد شيء من حاله لاشتهاره بالصدق على أن كونه افتراءاً وعجزهم عن الاتيان بأقصر سورة من هذا المفتري متنافيان لدلالته على الصدق على ما مر في الأحقاف ولأن الشاعر لا يتعمد الكذب لذاته ، ثم قد يكون شعره حكماً ومواعظ وهو لا ينسب فيه إلى عار ، والتدرج عن الشعر ههنا عكس التدرج إليه في الأنبياء لأن بناء الكلام ههنا على التدرج في المناقضة والتوغل في القدح فيه عليه الصلاة والسلام ونفي رسالته ، وهنالك عن القدح في بعض من الذكر متجدد النزول فقيل : إن افتراءه لا يبعد ممن هو شاعر ذو افتراءآت كثيرة ، وأين هذا من ذاك ؟ وللتنبيه على التوغل جيء بصريح حرف الإضراب في الرد فقيل : { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ الطور : 33 ] وعقب بقوله تعالى : { فَلْيَأْتُواْ } [ الطور : 34 ] ثم من لا يؤمن أشد إنكاراً له من الطاغي كما أن المفتري أدخل في الكذب من الشاعر ، ثم أخذ في أسلوب أبلغ في الرد على مقالاتهم الجنون والكهانة لتقاربهما ، ثم الشعر ، ثم الافتراء حيث نزل القائلين منزلة من يدعي أنه خلق من غير شيء أي مقدر وخالق وإلا لأهمهم البحث عن صفاته وأفعاله فلم ينكروا منك ما أنكروا ، ومن حسب أنه مستغن عن الموجد نسب رسوله إلى الجنون والكهانة لا بل كمن يدعي أنه خالق نفسه فلا خالق له ليبحث عن صفاته فهو ينسبه إلى الشعر إذ لا يرسل إليه البتة ، والشعر أدخل في الكذب لا بل كمن يدعي أنه خلق السموات والأرض وما بينهما فهو ينسبه إلى الافتراء حيث لم يرسله ، ثم أضرب صريحاً عنه بقوله تعالى : { بَل لاَّ يُوقِنُونَ } [ الطور : 36 ] ومن لا إيقان له بمثل هذا البديهي لا يبعد أن يزنك بما زن ، فكأنه قيل : مقالتهم تلك تؤدي إلى هذه لا أنهم كانوا قائلين بها إظهاراً لتماديهم في العناد ، ثم بولغ فيه فجيء بما يدل على أن الرسول لا بد أن يكون مفترياً غير صالح للنبوة في زعمهم ، فالأول : لما لم يمنع تعدد الآلهة إنما يدل على افترائه من حيث أن أحد الخالقين لا يدعو الآخر إلى عبادته ، والثاني : يمنعه بالكلية لأنه إذا كان عندهم جميع خزائن ربه وهم ما أرسلوه لزم أن يكون مفترياً ألبتة ، وأدمح فيه إنكارهم للمعاد ، ونسبتهم إياه صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضاً خاصة إلى الافتراء ، والحمل على خزائن القدرة أظهر لأن { أَمْ عِندَهُمُ الغيب } [ الطور : 41 ] إشارة إلى خزائن العلم ولما كان المقصود هنالك أمر البعث على ما سيحقق إن شاء الله تعالى كان هذا القول أيضاً من القبول بمكان ولا يخفى ما في قوله تعالى : { أَمْ هُمُ المسيطرون } [ الطور : 37 ] من الترقي ثم لما فرغ من ذلك وبين فساد ما بنوا عليه أمر الإنكار بدليل العقل قيل : لم يبق إلا المشاهدة والسماع منه تعالى وهو أظهر استحالة فتهكم بهم ، وقيل : بل { لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ } [ الطور : 83 ] وذيل بقوله تعالى : { أَمْ لَهُ البنات } [ الطور : 39 ] إشعاراً بأن من جعل خالقه أدون حالاً منه لم يستبعد منه تلك المقالات الخرقاء كأنه سلى صلى الله عليه وسلم ؛ وقيل : ناهيك بتساوي الطعنين في البطلان وبما يلقون من سوء مغبتهما ، ثم قيل : { أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً } [ الطور : 40 ] أي إن القوم أرباب ألباب وليسوا من تلك الأوصاف في شيء بل الذي زهدهم فيك أنك تسألهم أجراً مالاً ، أو جاهاً ، أو ذكراً ، وفيه تهكم بهم وذم لهم بالحسد واللؤم وأنهم مع قصور نظرهم عن أمر الميعاد لا يبنون الأمر على المتعارف المعتاد إذ لا أحد من أهل الدنيا وذوي الأخطار يجبه الناصح المبرأ ساحته عن لوث الطمع بتلك المقالات على أنه حسد لا موقع له عند ذويه فليسوا في أن يحصل لهم نعمة النبوة ولا هو ممن يطمع في نعمهم إحدى الثلاث ، ثم قيل : { أَمْ عِندَهُمُ الغيب } [ الطور : 41 ] على معنى بل أعندهم اللوم فيعلمون كل ما هو كائن ويكتبون فيه تلك المعلومات وقد علموا أن ما تدعيه من المعاد ليس من الكائن المكتوب ، والمقصود من هذا نفي المنبأ به أعني البعث على وجه يتضمن دفع النبوة أيضاً إدماجاً عكس الأول ولهذا أخره عن قوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } [ الطور : 38 ] فقد سلف أن مصب الغرض حديث النبأ والمنبأ والمنبأ به فقضى الوطر من الأولين مع الرمز إلى الأخير ، ثم أخذ فيه مع الرمز إليهما قضاءاً لحق الإعجاز ، ففي الغيب إشارة إلى الغيب أعني الساعة أول كل شيء وفيه ترق في الدفع من وجه أيضاً لأن العلم أشمل مورداً من القدرة ولأن الأول إنكار من حيث أنهم لم يرسلوه ، وهذا من تلك الحيثية ، ومن حيث أنهم ما علموا بإرسال غيره إياه أيضاً مع إحاطة علمهم لكنه غير مقصود قصداً أولياً ، ثم ختم الكلام بالإضراب عن الإنكار إلى الاخبار عن حالهم بأنهم يريدون بك كيداً فهم ينصبون لك الحبائل قولاً وفعلاً لا يقفون على هذه المقالة وحدها وهم المكيدون لا أنت قولاً وفعلاً وحجة وسيفاً ، وحقق ما ضمنه من الوعيد بقوله سبحانه : { أَمْ لَهُمْ إله غَيْرُ الله } [ الطور : 43 ] فينجيهم من كيده وعذابه لا والله سبحان الله عن أن يكون إليه غيره ، ومنه يظهر أن حمل { الذين كفروا } [ الطور : 42 ] على المريدين به كيداً أظهر في هذا المساق انتهى ، وكأن ما بعد تأكيداً لأمر طغيانهم ومزيد تحقيق للوعيد ومبالغة في التسلية ، ويعلم مما ذكره لا زالت رحمة الله تعالى عليه متصلة أن { أَمْ } في كل ذلك منقطعة وهي مقدرة ببل الإضرابية ، والإضراب ههنا واقع على سبيل الترقي وبالهمزة وهي للإنكار وهو ما اختاره أبو البقاء ، وكثير من المفسرين ، وحكى الثعلبي عن الخليل أنها متصلة والمراد بها الاستفهام ، وعليك بما أفاده كلام ذلك الهمام والله تعالى أعلم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

المعنى :

ومن الليل أيضا فسبحه بصلاة المغرب والعشاء والتهجد وكذا إدبار النجوم أي بعد طلوع الفجر فسبح بصلاة الصبح وغيرها .

الهداية

من الهداية :

- مشروعية التسبيح عند القيام من النوم بنحو : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يُحيى ويُميت وهو على كل شيء قدير والحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

ففيه الأمر بقيام الليل ، أو حين تقوم إلى الصلوات الخمس ، بدليل قوله : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } أي : آخر الليل ، ويدخل فيه صلاة الفجر ، والله أعلم .

تم تفسير سورة والطور والحمد لله

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

ومن الليل فسبِّح بحمد ربك وعظِّمه ، وصلِّ له ، وافعل ذلك عند صلاة الصبح وقت إدبار النجوم . وفي هذه الآية إثبات لصفة العينين لله تعالى بما يليق به ، دون تشبيه بخلقه أو تكييف لذاته ، سبحانه وبحمده ، كما ثبت ذلك بالسنة ، وأجمع عليه سلف الأمة ، واللفظ ورد هنا بصيغة الجمع للتعظيم .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }

{ ومن الليل فسبحه } حقيقة أيضاً { وإدبار النجوم } مصدر ، أي عقب غروبها سبحه أيضاً ، أو صلّ في الأول العشاءين ، وفي الثاني الفجر وقيل الصبح .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

قوله تعالى : { ومن الليل فسبحه } أي : صل له ، قال مقاتل : يعني صلاة المغرب والعشاء . { وإدبار النجوم } يعني : الركعتين قبل صلاة الفجر ، وذلك حين تدبر النجوم أي تغيب بضوء الصبح ، هذا قول أكثر المفسرين . وقال الضحاك : هو فريضة صلاة الصبح .

أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أنبأنا زاهر بن أحمد ، أنبأنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنبأنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه أنه قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور " .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ وَمِنَ الليل فَسَبِّحْهُ } أى : ومن الليل فأكثر من تسبيح ربك { وَإِدْبَارَ النجوم } أى : وأكثر من تسبيحه - تعالى - قد أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالإكثار من التسبيح له - عز وجل - فى كل الأوقات ، لأن هذا التسبيح يجلو عن النفس همومها وأحزانها . . .

وبعد : فهذا تفسير لسورة " الطور " نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده . . .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

قوله : { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم } إدبار بكسر الهمزة منصوب على أنه ظرف زمان . وتقديره : وسبحه وقت إدبار النجوم{[4367]} .

والمعنى : اذكر الله واعبده في الليل وذلك بالصلاة والدعاء والاستغفار { وإدبار النجوم } أي صلاة الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر . وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها " وروى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعا " لاتدعوهما وإن طردتكم الخيل " يعني ركعتي الفجر{[4368]} .


[4367]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 396.
[4368]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 245، 246 وتفسير الطبري جـ 27 ص 22 وتفسير القرطبي جـ 17 ص 77-80.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ومن الليل فسبحه} يعني فصل المغرب والعشاء {و} صل {وإدبار النجوم} يعني الركعتين قبل صلاة الغداة وقتهما بعد طلوع الفجر. قوله: {وسبح بحمد ربك} يقول: اذكره بأمره، مثل قوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [الإسراء:44]، ومثل قوله: {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده} [الإسراء:52]...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَمِنَ اللّيْلِ فَسَبّحْهُ "يقول: ومن الليل فعظّم ربك يا محمد بالصلاة والعبادة، وذلك صلاة المغرب والعشاء. وكان ابن زيد يقول في ذلك:.. ومن الليل صلاة العشاء "وَإدْبارَ النّجُومِ" يعني حين تدبر النجوم للأفول عند إقبال النهار. وقيل: عُنِي بذلك ركعتا الفجر...

وقال آخرون: عنى بالتسبيح إدْبارَ النّجُومِ: صلاة الصبح الفريضة...

وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: عني بها: الصلاة المكتوبة صلاة الفجر، وذلك أن الله أمر فقال: "وَمِنَ اللّيْلِ فَسَبّحْهُ وَإدْبارَ النّجُومِ" والركعتان قبل الفريضة غير واجبتين، ولم تقم حجة يجب التسليم لها، أن قوله فسبحه على الندب، وقد دللنا في غير موضع من كتبنا على أمر الله على الفرض حتى تقوم حجة بأنه مراد به الندب، أو غير الفرض بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ومن الليل فسبّحه} أي سبّح بالليل في وقت الراحة، فيصير كأنه قال: وسبّح بحمد ربك في الأوقات كلها بالليل والنهار في وقت الراحة وفي وقت الانتشار...

جهود ابن عبد البر في التفسير 463 هـ :

عن علي- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن قوله –عز وجل-: {ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم}، قال: (الركعتان قبل الغداة)، وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، قال: {وإدبار النجوم}: الركعتان بعد طلوع الفجر. (س: 5/301-302)...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

وفي الآية دليل وإشارة إلى أنه أَمَرَه أَنْ يَذْكُرَه في كلَّ وقت، وألا يخلوَ وقتٌ من ذِكْره.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

{ومن الليل فسبحه} فإن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد من الرياء، ولذلك أفرده بالذكر وقدمه على الفعل {وإدبار النجوم} وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ومن الليل} الذي هو محل السكون والراحة {فسبحه} كذلك بالنية والقول كلما انتبهت وبالفعل بصلاة المغرب والعشاء وصلاة الليل، ولتعظيمه صرح بذلك وقدمه على الفعل، والضمير يعود على المضاف إليه، وأشار إلى التهجد بعد دخوله فيما قبله بقوله: {وإدبار النجوم} أي وسبحه في وقت إدبارها أي إذا أدبرت، وذلك من آخر الليل في نصفه الثاني: وكلما قارب الفجر كان أعلى وبالإجابة أولى، وإلى قرب الفجر تشير قراءة الفتح جمع دابر أي في أعقابها عند خفائها أو أفولها، وذلك بصلاة الفجر سنة وفرضاً أحق وأولى لأنه وقت إدبارها حقيقة، فصارت عبادة الصبح محثوثاً عليها مرتين تشريفاً لها وتعظيماً لقدرها فإن ذلك ينجي من العذاب الواقع، وينصر على العدو الدارع، من المجاهر المدافع، والمنافق المخادع، وقد رجع آخرها على أولها، ومقطعها على موصلها، بحلول العذاب على الظالم، وبعده عن الطائع السالم -والله الموفق.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {من الليل} أي زمناً هو بعض الليل، فيشمل وقت النهي للنوم وفيه تتوارد على الإنسان ذكريات مهماته، ويشمل وقت التهجد في الليل...

فإدبار النجوم: وقت السحر، وهو وقت يستوفي فيه الإِنسان حظه من النوم، ويبقى فيه ميل إلى استصحاب الدَّعَة، فأمر بالتسبيح فيه ليفصل بين النوم المحتاج إليه وبين التناوم الناشئ عن التكاسل، ثم إن وجد في نفسه بعد التسبيح حاجة إلى غفوة من النوم اضطجع قليلاً إلى أن يحين وقت صلاة الصبح، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضطجع بعد صلاة الفجر حتى يأتيه المؤذن بصلاة الصبح. والنجوم: جمع نجم وهو الكوكب الذي يضيء في الليل غير القمر...

. والآية تشير إلى أوقات الرغائب من النوافل وهي صلاة الفجر والأشفاع بعد العشاء وقيام آخر الليل. وقيل: إشارة إلى الصلوات الخمس بوجه الإِجمال وبيّنتهُ السنة...