تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

الآية 49 وعلى هذا قوله تعالى : { ومن الليل فسبّحه } أي سبّح بالليل في وقت الراحة ، فيصير كأنه قال : وسبّح بحمد ربك في الأوقات كلها بالليل والنهار في وقت الراحة وفي وقت الانتشار .

وروى الضّحاك عن عمر رضي الله عنه أنه قال : { وسبّح بحمد ربك حين تقوم } في الصلاة المفروضة قبل أن تكبِّر : ( سبحانك اللهم وبحمدك ) إلى آخره [ السيوطي في الدر المنثور ج7/637 ] .

وروى الضحّاك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة قال ذلك ، وذلك قوله تعالى : { وسبّح بحمد ربك حين تقوم } .

وروى أبو سعيد وعائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا افتتح الصلاة قال ذلك .

وعن مجاهد أنه قال : { حين تقوم } من كل مجلس ، والله أعلم .

[ وقوله تعالى ]{[20034]} : { ومن الليل فسبّحه وإدبار النجوم } قال أهل التأويل : هو ركعتا الفجر ، ورُوي{[20035]} عن جماعة من الصحابة والتابعين ، رضوان الله تعالى عنهم ، وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا أنه أراد بإدبار النجوم الركعتين قبل الفجر [ وبقوله ]{[20036]} : { ومن الليل فسبّحه وأدبار السّجود } [ ق : 40 ] الركعتين بعد المغرب .

فإن ثَبَت فهو التأويل . فإن كان على هذا فيدلّ على تأخير صلاة الفجر لأن إدبار النجوم إنما يكون ذهابها وانقضاءها . وذلك لا يكون بأول وقت طلوع الفجر وإنما يكون وقت الإسفار ، فيكون حجّة لنا ، والله أعلم .


[20034]:ساقطة من الأصل وم.
[20035]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[20036]:في الأصل وم: و.