بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ} (49)

{ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ } يعني : صل صلاة المغرب والعشاء ويقال : حين تقوم صلاة الفجر ، والظهر ، والعصر . ومعناه : صل صلاة النهار ، وصلاة الليل . ويقال : { سَبِّحِ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ } يعني : قل سبحانك اللهم وبحمدك إذا قمت إلى الصلاة وهذا قول ربيع بن أنس .

{ وإدبار النجوم } يعني : ركعتي الفجر . وروى سعيد بن جبير ، عن زاذان ، عن عمر رضي الله عنه : لا صلاة بعد طلوع الفجر ، إلا ركعتي الفجر ، وهما إدبار النجوم . وروى أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن علي رضي الله عنه قال : { والركع السجود } الركعتان بعد المغرب ، { وإدبار النجوم } الركعتان قبل الفجر . وروى وكيع عن ابن عباس أنه قال : بت ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى ركعتي الفجر ، ثم خرج إلى الصلاة . فقال ابن عباس : الركعتان اللتان قبل الفجر ، { في النجوم } واللاتي بعد المغرب { والركع السجود } وفي الآية ، دليل على أن تأخير صلاة الفجر أفضل ، لأنه أمر بركعتي الفجر بعد ما أدبرت النجوم ، وإنما أدبرت النجوم بعد ما أسفر ، والله سبحانه وتعالى أعلم .