المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (160)

160- إن يؤيدكم الله بنصره - كما حصل يوم بدر - فلن يغلبكم أحد ، وإن قدر لكم الخذلان لعدم اتخاذكم أسباب النصر - كما حصل يوم أُحد - فلا ناصر لكم سواه ، وعلى الله - وحده - يجب أن يعتمد المؤمنون ويفوضوا أمرهم إليه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (160)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الّذِي يَنصُرُكُم مّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ الْمُؤْمِنُونَ }

يعني تعالى ذكره بذلك : إن ينصركم الله أيها المؤمنون بالله ورسوله ، على من ناوأكم وعاداكم من أعدائه ، والكافرين به ، فلا غالب لكم من الناس ، يقول : فلن يغلبكم مع نصره إياكم أحد ، ولو اجتمع عليكم من بين أقطارها من خلقه ، فلا تهابوا أعداء الله لقلة عددكم ، وكثرة عددهم ، ما كنتم على أمره ، واستقمتم على طاعته وطاعة رسوله ، فإن الغلبة لكم والظفر دونهم . { وَإنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الّذِي يَنْصُرْكُمْ مِنْ بَعْدِهِ } يعني : إن يخذلكم ربكم ، بخلافكم أمره ، وترككم طاعته وطاعة رسوله ، فيكلكم إلى أنفسكم ، فمن ذا الذي ينصركم من بعده ، يقول : فأيسوا من نصرة الناس ، فإنكم لا تجدون أمرا من بعد خذلان الله إياكم أن خذلكم ، يقول : فلا تتركوا أمري ، وطاعتي وطاعة رسولي ، فتهلكوا بخذلاني إياكم . { وَعَلى اللّهِ فَلْيَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ } يعني : ولكن على ربكم أيها المؤمنون فتوكلوا دون سائر خلقه ، وبه فارضوا من جميع من دونه ، ولقضائه فاستسلموا ، وجاهدوا فيه أعداءه ، يكفكم بعونه ، ويمددكم بنصره . كما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : { إنْ يَنْصُرْكُمْ اللّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعلى اللّهِ فَلْيَتَوكّلِ المُؤْمِنُونَ } : أي إن ينصرك الله فلا غالب لك من الناس ، لن يضرّك خذلان من خذلك ، وإن يخذلك ، فلن ينصرك الناس ، فمن الذي ينصركم من بعده : أي لا تترك أمري للناس ، وارفُضْ ( أمر ) الناس لأمري { وَعَلى اللّهِ } ( لا على الناس ) { فَلْيَتَوَكّلِ المُؤْمِنُونَ } .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (160)

{ إن ينصركم الله } كما نصركم يوم بدر . { فلا غالب لكم } فلا أحد يغلبكم . { وإن يخذلكم كما خذلكم يوم أحد . { فمن ذا الذي ينصركم من بعده من بعد خذلانه ، أو من بعد الله بمعنى إذا جاوزتموه فلا ناصر لكم ، وهذا تنبيه على المقتضى للتوكل وتحريض على ما يستحق به النصر من الله وتحذير عما يستجلب خذلانه . { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } فليخصوه بالتوكل عليه لما علموا أن لا ناصر لهم سواه وآمنوا به .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (160)

ثم ثبت تعالى المؤمنين بقوله : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم } أي فالزموا الأمور التي أمركم بها ووعدكم النصر معها ، و «الخذل » : هو الترك في مواطن الاحتياج إلى التارك ، وأصله من خذل الظباء ، وبهذا قيل لها : خاذل إذ تركتها أمها ، وهذا على النسب أي ذات خذل لأن المتروكة هي الخاذل بمعنى مخذولة ، وقوله تعالى : { فمن ذا الذي ينصركم } تقدير جوابه : لا من- والضمير في { بعده } يحتمل العودة على المكتوبة ، ويحتمل العودة على الخذل الذي تضمنه قوله { إن يخذلكم } .