فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (160)

وقوله : { إِن يَنصُرْكُمُ الله فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } جملة مستأنفة لتأكيد التوكل ، والحثّ عليه . والخذلان : ترك العون ، أي : وإن يترك الله عونكم : { فَمَن ذَا الذي يَنصُرُكُم منْ بَعْدِهِ } وهذا الاستفهام إنكاري . والضمير في قوله : { مِن بَعْدِهِ } راجع إلى الخذلان المدلول عليه بقوله : { وَإِن يَخْذُلْكُمْ } أو إلى الله ، ومن علم أنه لا ناصر له إلا الله سبحانه ، وأن من نصره الله لا غالب له ، ومن خذله لا ناصر له ، فوّض أموره إليه ، وتوكل عليه ، ولم يشتغل بغيره ، وتقديم الجار والمجرور على الفعل في قوله : { وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } لإفادة قصره عليه .

/خ164