فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (160)

{ إن ينصركم الله فلا غالب لكم } إن يقض الله تعالى أن تنصروا فأنتم منصورون لا محالة إذ مراده سبحانه لا يراد أبدا ولقد نصركم ببدر على قلتكم ، وضعف عدتكم ؛ { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } الاستفهام هنا ليس يراد به طلب الفهم وإنما يعني النفي أي إن يشأ المولى ترككم دون معونة فلا ينصركم أحد من بعد خذلانه سبحانه وإياكم ؛ { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } – وليخص المؤمنون إياه بالتوكل لما علم أن الأمر كله له ولا راد لقضائه ولا دافع لبلائه ، ولأن الإيمان يوجب ذلك وليس المراد بالتوكل أن يهمل الإنسان حال نفسه بالكلية ويفرض الوسطاء والأسباب كما يتصور الجهال وإلا كان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل وإنما التوكل هو أن يراعي الأسباب الظاهرة ولكن لا يعول بقلبه عليها بل يعول على عصمة الحق وتأييده وتوفيقه وتسديده{[1195]} .


[1195]:من تفسير غرائب القرآن.