المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا} (1)

مقدمة السورة:

أقسم الله تعالى في مفتتح هذه السورة بأشياء عدة من مخلوقاته العظيمة ، المنبئة عن كمال قدرته تعالى ووحدانيته على فوز من طهر نفسه بالإيمان والطاعة ، وخسران من ضيعها بالكفر والمعاصي ، ثم ساق مثلا : ثمود قوم صالح وما حل بهم . ليعتبر بهم كل معاند مكذب ، فإنهم لما كذبوا رسولهم ، وعقروا الناقة أهلكم الله جميعا وهو لا يخاف إهلاكهم وما أنزله بهم . لأنه لا يسأل عما يفعل ، وقد أنزل بهم ما يستحقون .

1- أقسم بالشمس وبضوئها وإشراقها وحرارتها .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { وَالشّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا * وَالنّهَارِ إِذَا جَلاّهَا * وَاللّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } .

قوله : والشّمْسِ وَضُحاها قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالشمس وضحاها ومعنى الكلام : أقسم بالشمس ، وبضحى الشمس .

واختلف أهل التأويل في معنى قوله : وَضُحاها فقال بعضهم : معنى ذلك : والشمس والنهار ، وكان يقول : الضحى : هو النهار كله . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة والشّمْسِ وَضُحاها قال : هذا النهار .

وقال آخرون : معنى ذلك : وضوئها . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : وَالشّمْسِ وَضُحاها قال : ضوئها .

والصواب من القول في ذلك أن يقال : أقسم جلّ ثناؤه بالشمس ونهارها ، لأن ضوء الشمس الظاهرة هو النهار .