المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (69)

69- والذين بذلوا جهدهم ، واحتملوا المشقة في نصرة ديننا ، لنزيدنَّهم هداية إلى الخير والحق . وإن الله لمع الذين يحسنون أعمالهم ، يعينهم وينصرهم . والله أعلم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (69)

ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله - تعالى - : { والذين جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ المحسنين } .

أى : هذا الذى ذكرناه سابقاً من سوء مصير ، هو للمشركين الذين يؤمنون بالباطل ويتركون الحق ، أما الذين بذلوا جهدهم فى سبيل إعلاء ديننا ، وقدموا أنفسهم وأموالهم فى سبيل رضائنا وطاعتنا ، وأخلصوا لنا العبادة والطاعة ، فإننا لن نتخلى عنهم ، بل سنهديهم إلى الطريق المستقيم ، ونجعل العاقبة الطيبة لهم ، فقد اقتضت رحمتنا وحكمتنا أن نكون مع المحسنين فى أقوالهم وفى أفعالهم ، وتلك سنتنا التى لا تتخلف ولا تتبدل .

وبعد فهذا تفسير لسروة " العنكبوت " نسأل - تعالى - أن يجعله خالصاً لوجهه ، ونافعاً لعباده وصلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصاحبه وسلم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (69)

ثم قال { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } يعني : الرسول ، صلوات الله وسلامه عليه ، وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } ، أي : لنُبَصرنهم سبلنا ، أي : طرقنا في الدنيا والآخرة .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي الحَواري ، حدثنا عباس الهمداني أبو أحمد - من أهل عكا - في قول الله{[22695]} : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } قال : الذين يعملون بما يعلمون ، يهديهم لما لا يعلمون . قال أحمد بن أبي الحواري : فحدثت به أبا سليمان الداراني فأعجبه ، وقال : ليس ينبغي لِمَنْ ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه في الأثر ، فإذا سمعه في الأثر عمل به ، وحمد الله حين وافق ما في نفسه{[22696]} .

وقوله : { وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ، قال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا عيسى بن جعفر - قاضي الري - حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن المغيرة ، عن{[22697]} الشعبي قال : قال عيسى بن مريم ، عليه السلام : إنما الإحسان أن تحسن إلى مَنْ أساء إليك ، ليس{[22698]} الإحسان أن تحسن إلى مَنْ أحسن إليك . [ وفي حديث جبريل لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال : " أخبرني عن الإحسان " . قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .

[ انتهى تفسير سورة العنكبوت ، ولله الحمد والمنة{[22699]}-{[22700]} ]


[22695]:- في ت ، أ : "قوله تعالى".
[22696]:- في أ : "قلبه".
[22697]:- في ت : "وروى ابن أبي حاتم بإسناده إلى".
[22698]:- في ت : "وليس".
[22699]:- في هـ : "والله أعلم".
[22700]:- زيادة من ت.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (69)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَالّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .

يقول تعالى ذكره : والذين قاتلوا هؤلاء المفترين على الله كذبا من كفار قريش ، المكذّبين بالحقّ لما جاءهم فينا ، مُبتغين بقتالهم علوّ كلمتنا ، ونُصرة ديننا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبُلَنا يقول : لنوفقنهم لإصابة الطريق المستقيمة ، وذلك إصابة دين الله الذي هو الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وَإنّ اللّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ يقول : وإن الله لمع من أحسن من خلقه ، فجاهد فيه أهل الشرك ، مُصَدّقا رسوله فيما جاء به من عند الله بالعون له ، والنصرة على من جاهد من أعدائه . وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله والّذِينَ جاهَدُوا فِينا قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله وَالّذِينَ جاهَدُوا فِينا فقلت له : قاتلوا فينا ، قال : نعم .