النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (69)

قوله : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } فيه أربعة أوجه :

أحدها : قاتلوا المشركين طائعين لنا .

الثاني : جاهدوا أنفسهم في هواها خوفاً منا .

الثالث : اجتهدوا في العمل بالطاعة والكف عن المعصية رغبة في ثوابنا وحذراً من عقابنا .

الرابع : جاهدوا أنفسهم في التوبة من ذنوبهم .

{ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : يعني الطريق إلى الجنة ، قاله السدي .

الثاني : نوقفهم لدين الحق ، حكاه النقاش .

الثالث : معناه الذين يعملون بما يعلمون يهديهم لما لا يعلمون ، قاله عباس أبو أحمد .

الرابع : معناه لنخلصنّ نياتهم وصدقاتهم وصلواتهم وصيامهم ، قاله يوسف بن أسباط .

{ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } أي في العون لهم ، الله أعلم .