تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (175)

قال : حدثنا عبيد الله بن ثابت ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا هذيل ، قال مقاتل : فنزلت هذه الآيات في ذي القعدة بذي الحليفة حين انصرفوا عن طلب أبي سفيان وأصحابه بعد قتال أحد ، { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس يوم أحد في طلب المشركين ، فقال المنافقون للمسلمين : قد رأيتم ما لقيتم لم ينقلب إلا شريد ، وأنتم في دياركم تصحرون وأنتم أكلة رأس ، والله لا ينقلب منكم أحد ، فأوقع الشيطان قول المنافقين في قلوب المؤمنين ، فأنزل الله عز وجل : { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } ، يعني يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين ، { فلا تخافوهم وخافون } في ترك أمري { إن كنتم مؤمنين } ، يعني إذ كنتم ، يقول : { إن كنتم مؤمنين } فلا تخافوهم .