بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (175)

وقال : في رواية الضحاك : كان ذلك يوم أُحد ، لما انهزمت قريش ، ونزلت في مواضع ، وكثرت الجراحات في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إليهم فأجابه سبعون رجلاً ، فنزلت هذه الآية قوله تعالى : { إِنَّمَا ذلكم الشيطان يُخَوّفُ أَوْلِيَاءهُ } يعني نعيم بن مسعود ، لأن كل عات متمرد شيطان يخوف أولياءه ، يعني بأوليائه الكفار . ويقال : يخوف أشكاله . وقال الزجاج : { إِنَّمَا ذلكم الشيطان } أي ذلك التخويف عمل الشيطان ، يخوفكم من أوليائه . وقال القتبي : { يخوف أولياءه } أي بأوليائه ، أي كما .

قال تعالى : { قَيِّماً لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المؤمنين الذين يَعْمَلُونَ الصالحات أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } [ الكهف : 2 ] يعني لينذركم ببأس شديد .

ثم قال تعالى : { فَلاَ تَخَافُوهُمْ } في الخروج { وَخَافُونِ } في القعود { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي مصدقين . قال الزجاج : معناه إن كنتم مصدقين ، فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم .