فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (175)

{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } اعلموا أهل الإيمان أن إبليس وجنده من شياطين الإنس والجن يوسوسون إلى أوليائهم ليثبطوهم عن القتال كما فعلت وسوستهم في نفس عبد الله بن أبي ومن معه من المنافقين وذهب جمع من المفسرين إلى أن المعنى أن الشيطان يخوف أولياءه وهم الكافرون ؛ { فلا تخافوهم }-أي أولياءه الذين يخوفكم بهم الشيطان ، أو فلا تخافوا الناس المذكورين في قوله { أن الناس قد جمعوا لكم } نهاهم سبحانه عن أن يخافوهم فيجبنوا عن اللقاء . . . ؛ وأمرهم بأن يخافوه سبحانه فقال { وخافون } فافعلوا ما آمركم به واتركوا ما أنهاكم عنه ، لأني الحقيق بالخوف مني والمراقبة لأمري ونهيي لكون الخير والشر بيدي ، وقيده بقوله { إن كنتم مؤمنين } لأن الإيمان يقتضي ذلك-{[1221]} ؛ ومثله قول الله تعالى { . . . فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا }{[1222]} .


[1221]:من فتح التقدير.
[1222]:من سورة النساء من الآية 76.