غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (175)

161

{ إنما ذلكم } المثبط هو { الشيطان } لعتوّه وتمرده وإغوائه ، ثم بين شيطنته بقوله : { يخوّف أولياءه } أو الشيطان صفة اسم الإشارة ، وهذه الجملة خبر والمفعول الأوّل محذوف أي يخوّفكم أولياءه { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } فإن الإيمان يقتضي أن تؤثروا خوف الله على خوف الناس الذين هم أولياء المثبطين . والأولياء هم أبو سفيان وأصحابه . وقيل : الشيطان هو إبليس . وقيل : المضاف محذوف والتقدير إنما ذلكم قول الشيطان . وقيل : يخوّف أولياءه القاعدين عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعلى هذا فالضمير في { فلا تخافوهم } للناس في قوله : { إن الناس قد جمعوا لكم } وقيل : التقدير يخوّفكم بأوليائه كقوله :{ ويخوّفونك بالذين من دونه }[ الزمر :36 ] فحذف حرف الجر قاله الفراء والزجاج وأبو علي ، وزيفه ابن الأنباري بأن التخويف قد يتعدى بنفسه إلى مفعولين فلا ضرورة إلى إضمار حرف الجر . الله حسبي .

/خ175