تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ} (179)

{ ما كان الله ليذر المؤمنين } يا معشر الكفار { على ما أنتم عليه } من الكفر ، { حتى يميز الخبيث من الطيب } في علمه حتى يميز أهل الكفر من أهل الإيمان ، نظيرها في الأنفال . ثم قال سبحانه : { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } ، وذلك أن الكفار قالوا : إن كان محمد صادقا ، فليخبرنا بمن يؤمن منا ومن يكفر فأنزل الله عز وجل : { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } .

يعني ليطلعكم على غيب ذلك ، إنما الوحي إلى الأنبياء بذلك ، فذلك قوله سبحانه : { ولكن الله يجتبي } يستخلص { من رسله من يشاء } ، فيجعله رسولا فيوحي إليه ذلك ، ليس الوحي إلا إلى الأنبياء ، { فآمنوا بالله ورسله } ، يعني صدقوا بتوحيد الله تعالى وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، { وإن تؤمنوا } ، يعني تصدقوا بتوحيد الله تعالى ، { وتتقوا } الشرك ، { فلكم أجر عظيم } .