تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (175)

الآية 175 وقوله تعالى { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون } يخوف أولياءه وأعداءه ( لكن أعداءه لا يخافونه وأولياؤه يخافونه ) {[4602]} كقوله { إنما تنذر من اتبع الذكر } ( يس 11 ) ومن لم يتبع ، لكن من اتبع كان يقبل إنذاره ومن لم يتبع الذكر لا ، وإلا كان ينذر الفريقين جميعا ، فعلى ذلك الشيطان كان يخوف أولياءه وأعداءه جميعا لكن أعداءه لا يخافونه وأولياؤه يخافونه ويحتمل قوله : { يخوف أولياءه } أي بأوليائه . وجائز هذا الكلام كقوله : { وتنذر يوم الجمع } ( الشورى 7 ) أي بيوم الجمع .

ألا ترى أنه قال : { وإن الشياطين ليوحون إلى أولياؤهم ليجادلوكم } ( الأنعام : 121 ) فعلى ذلك قوله : { يخوف أولياءه }أو بأوليائه ، والله أعلم ، وعن ابن عباس رضي الله عنه ( يخوفكم أولياءه ) وهذا يؤيد تأويل من يتناول يخوف بأوليائه ، والله أعلم

وقوله تعالى : { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } أي لا تخافوهم{[4603]} لمخالفتكم إياهم{[4604]} وخافوني أي خافوا مخالفتكم أمري كقوله { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا } { إنما سلطانه على الذين يتولونه } ( النحل 99 و100 ) أخبر أن ليس له سلطان على الذين آمنوا إنما سلطانه على أوليائه لذلك قال : { فلا تخافوهم } لما ليس لهم{[4605]} عليكم سلطان { وخافون } لما لي عليكم سلطان وبالله العصمة .


[4602]:من م في الأصل: ولا يخافونه.
[4603]:في الأصل و م: تخافوه.
[4604]:في الأصل و م: إياه.
[4605]:في الأصل و م: له.