تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلُ وَأَنَّ أَكۡثَرَكُمۡ فَٰسِقُونَ} (59)

{ قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون } ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم أبو ياسر ، وحيي بن أخطب ، ونافع بن أبي نافع ، وعازر بن أبي عازر ، وخالد وزيد ابنا عمرو ، وأزر بن أبي أزر ، وأشيع ، فسألوه عن من يؤمن به من الرسل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نؤمن { بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون }" ( البقرة : 136 ) ، فلما ذكر عيسى ابن مريم جحدوا نبوته صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله } ، يعني صدقنا بالله بأنه واحد لا شريك له ، { و } صدقنا ب { ما أنزل إلينا } ، يعني قرآن محمد صلى الله عليه وسلم ، { و } صدقنا ب { وما أنزل من قبل } قرآن محمد صلى الله عليه وسلم ، الكتب التي أنزلها الله عز وجل على الأنبياء ، عليهم السلام ، { وأن أكثركم فاسقون } ، يعني عصاة .