الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلُ وَأَنَّ أَكۡثَرَكُمۡ فَٰسِقُونَ} (59)

قوله : { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون }[ المائدة :59 ] معنى المحاورةِ : هَلْ تَنْقِمُونَ منا إلا مجموعَ هذه الحالِ ، مِنْ أنا مؤمنون ، وأنتم فاسقون ، كما تقول لمن تخاصمه : هل تَنْقِمُ مني إلاَّ أَنْ صَدَقْتُ أَنَا وَكَذَبْتَ أَنْتَ وقال بعضُ المتأوِّلين : { وأنَّ أكثركُمْ } : معطوفٌ علَى { ما } ، كأَنَّه قال : إِلاَّ أَنْ آمنَّا باللَّهِ وبكُتُبِهِ ، وبأنَّ أكثركم فاسقُونَ ، وهذا مستقيمُ المعنى ، وقال : { أَكْثَرَكُمْ } ، من حيث أنَّ فيهم مَنْ آمن ، كابن سَلاَمٍ وغيرِهِ .