فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلُ وَأَنَّ أَكۡثَرَكُمۡ فَٰسِقُونَ} (59)

{ قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثرهم فاسقون } الاستفهام للتبكيت ، وفيه إنكار عليهم ، وإلزام لهم بكفرهم ، فكأن المعنى : قل لأولئك المستهزئين بالدين ، الساخرين من العبادات والعابدين : هل تنكرون وتعيبون منا إيماننا بالله وبالقرآن ، وإيماننا بما أنزل الله تعالى قبل كتابنا من كتب كالتوراة والزبور والإنجيل ؟ ! هل تكرهوننا على ذلك ولأجله ، ولأجل أن أكثرهم متمردون لا يؤمنون بأي مما يجب التصديق به والإذعان له ! - هل لكم علينا مطعن أو عيب إلا هذا ؟ وهذا ليس بعيب ولا مذمة ، فيكون الاستثناء منقطعا كما في قوله تعالى : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) ( {[1800]} ) ، وكقوله : ( . . وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله . . ) ( {[1801]} )-( {[1802]} ) .


[1800]:من سورة البروج. الآية 8.
[1801]:من سورة التوبة. من الآية 74.
[1802]:من تفسير القرآن العظيم.