قوله : ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا ) الآية [ 61 ] .
المعنى : قل يا محمد لليهود والنصارى : هل [ تكرهون ]( {[16993]} ) منا وتجدون علينا شيئاً من الأشياء إلا إيماننا بالله وإقرارنا به ، وبما أنزل إلينا ، وبما أنزل من قبل أي : التوراة والإنجيل وجميع الكتب ؟ ( وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ) أي : وهل تنقمون منا إلا أن أكثركم فاسقون ؟ ، كأنه : هل تنقمون إلا إيماننا وفسقكم ؟ ( {[16994]} ) .
ومنع بعض العلماء حمل ( وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ ) على ( تَنقِمُونَ ) ، وقال : كيف( {[16995]} ) يجوز " هل تنقمون ( منا )( {[16996]} ) إلاَّ فسقكم " ، والفسق منهم ، فغير جائز أن ينقموا على غيرهم فسقهم ، قال : وإنما هو مردود على ( بالله ) أي : هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وبأن أكثركم فاسقون( {[16997]} ) .
وذكر ابن عباس أن ناساً من يهود( {[16998]} ) أتوا( {[16999]} ) النبي صلى الله عليه وسلم [ فسألوه ]( {[17000]} ) عمن( {[17001]} ) يؤمن به من الرسل ، فقال : ( امَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى [ وَعِيسَى ] )( {[17002]} ) ، وما أوتي النبيون من ربهم ، لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون . فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا : " لا نؤمن ( بمن( {[17003]} ) آمن )( {[17004]} ) به " ، فأنزل الله ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا ) الآية( {[17005]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.