تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّـٰغُوتَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ} (60)

قالت اليهود للمؤمنين : ما نعلم أحدا من أهل هذه الأديان أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ، فأنزل الله عز وجل : { قل هل أنبئكم بشر من ذلك } ، يعني المؤمنين ، { مثوبة عند الله } ، يعني ثوابا من عند الله ، قالت اليهود : من هم يا محمد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { من لعنه الله } ، وهم اليهود ، { وغضب عليه } ، فإن لم يقتل أقر بالخراج وغضب عليه ، { وجعل منهم القردة والخنازير } ، القردة في شأن الحيتان ، والخنازير في شأن المائدة ، { وعبد الطاغوت } ، فيها تقديم ، { وعبد الطاغوت } ، يعني ومن عبد الطاغوت ، وهو الشيطان ، { أولئك شر مكانا } في الدنيا ، يعني شر منزلة ، { وأضل عن سواء السبيل } ، يعني وأخطأ عن قصد الطريق من المؤمنين .

فلما نزلت هذه الآية ، عيرت اليهود ، فقالوا لهم : يا إخوان القردة والخنازير ، فنكسوا رءوسهم وفضحهم الله تعالى ، وجاء أبو ياسر بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ، وعزر بن أبي عازر ، ونافع بن أبي نافع ، ورافع بن أبي حريملة ، وهم رؤساء اليهود ، حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : قد صدقنا بك يا محمد ، لأنا نعرفك ونصدقك ونؤمن بك .

ثم خرجوا من عنده بالكفر ، غير أنهم أظهروا الإيمان ، فأنزل الله عز وجل فيهم : { وإذا جاءوكم قالوا آمنا }