قوله : { قُلْ يا أهل الكتاب هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا } يقال : نقمت على الرجل فأنا ناقم : إذا عبت عليه . قال الكسائي : نقمت بالكسر لغة ، ونقمت الأمر أيضاً ونقمته : إذا كرهته ، وانتقم الله منه : أي عاقبه ، والاسم منه النقمة ، والجمع نقمات ، مثل كلمة وكلمات ، وإن شئت سكنت القاف ونقلت حركتها إلى النون ، والجمع نقم مثل نعمة ونعم ؛ وقيل : المعنى يسخطون ؛ وقيل : ينكرون . قال عبد الله بن قيس الرقيات :
ما نقموا من بني أمية إلا *** أنهم يحلمون إن غضبوا
وقال الله سبحانه : { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ }والمعنى في الآية : هل تعيبون أو تسخطون أو تنكرون أو تكرهون منا إلا إيماننا بالله وبكتبه المنزلة ، وقد علمتم بأنا على الحق { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون } بترككم للإيمان ، والخروج عن امتثال أوامر الله . وقوله : { وَأَنْ أَكْثَرَكُمْ فاسقون } معطوف على { أن آمنا } أي ما تنقمون منا إلا الجمع بين إيماننا وبين تمرّدكم وخروجكم عن الإيمان . وفيه أن المؤمنين لم يجمعوا بين الأمرين المذكورين ، فإن الإيمان من جهتهم والتمرّد والخروج من جهة الناقمين ؛ وقيل هو على تقدير محذوف أي واعتقادنا أن أكثركم فاسقون .
وقيل : إن قوله { أَنْ آمَنَّا } هو منصوب على أنه مفعول له ، والمفعول محذوف ، فيكون { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون } معطوفاً عليه عطف العلة على العلة ، والتقدير : وما تنقمون منا إلا لأن آمنا ، ولأن أكثركم فاسقون ، وقيل : معطوف على علة محذوفة ، أي لقلة إنصافكم ، ولأن أكثركم فاسقون . وقيل الواو في قوله : { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون } هي التي بمعنى مع أي ما تنقمون منا إلا الإيمان مع أن أكثركم فاسقون . وقيل : هو منصوب بفعل محذوف يدل عليه هل تنقمون أي ولا تنقمون أن أكثركم فاسقون وقيل : هو مرفوع على الابتداء والخبر محذوف أي وفسقكم معلوم فتكون الجملة حالية ، وقرئ بكسر إن من قوله : { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسقون } فتكون جملة مستأنفة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.