تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (37)

{ فمن أظلم } ، يعني فلا أحد أظلم ، { ممن افترى على الله كذبا } بأن معه شريكا وأنه أمر بتحريم الحرث ، والأنعام ، والألبان ، والثياب ، { أو كذب بآياته } ، يعني بآيات القرآن ، { أولئك ينالهم نصيبهم } ، يعني حظهم ، { من الكتاب } ، وذلك أن الله قال في الكتب كلها ، إنه من افترى على الله كذبا ، فإنه يسود وجهه ، فهذا ينالهم في الآخرة ، نظيرها في الزمر : { ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } ( الزمر : 60 ) ، وقال : { حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم } ، يعني ملك الموت وحده ، ثم قالت لهم خزنة جهنم قبل دخول النار في الآخرة : { قالوا أين ما كنتم تدعون } ، يعني تعبدون ، { من دون الله } من الآلهة ، هل يمنعونكم من النار ، { قالوا ضلوا عنا } ، يعني ضلت الآلهة عنا ، يقول الله : { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } ، وذلك حين قالوا : { والله ربنا ما كنا مشركين } ( الأنعام : 23 ) ، فشهدت عليهم الجوارح بما كتمت الألسن من الشرك والكفر ، نظيرها في الأنعام .