الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يَنَالُهُمۡ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوۡنَهُمۡ قَالُوٓاْ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (37)

{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ } حظّهم بما كتبوا لهم في اللوح المحفوظ . وقال الحسن والسدي وأبو صلاح : ما كسب لهم من العذاب .

وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطيّة : ما سبق لهم من الشقاوة والسعادة . وروى بكر الطويل عن مجاهد في هذه الآية قال : قوم يعملون أعمالا لابد من أن يعملوها ولم يعملوها بعد . قال ابن عباس وقتادة والضحاك : يعني أعمالهم وما كتب عليهم من خير أو شر ، فمن عمل خيراً أُجزي به ومن عمل شراً أُجزي به . مجاهد عن ابن عباس قال : هو ما وعدو من خير وشر . عطيّة عن ابن عباس أنّه قال : ينالهم ماكتب لهم وقد كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسود ، يدل عليه [ قوله تعالى ] ،

{ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } [ الزمر : 60 ] .

قال الربيع والقرظي وابن زيد : يعني ما كتب لهم من الأرزاق والأعمال والأعمار فإذا فنيت و[ تم خرابها ] { حَتَّى إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } يقبضون أرواحهم يعني ملك الموت وأعوانه { قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ } تعبدون من دون الله { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } أنشغلوا بأنفسهم { وَشَهِدُواْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ } أقروا { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } قالوا : [ شهدنا ] على أنفسنا [ بتبليغ الرسل ] وغرّتهم الحياة الدنيا وشهدوا وأقروا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين