تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ} (122)

{ وما كان المؤمنون لينفروا كافة } وذلك أن الله عاب في القرآن من تخلف عن غزاة تبوك ، فقالوا : لا يرانا الله أن نتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزاته ، ولا في بعث سرية ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية ، رغبوا فيها رغبة في الأجر ، فأنزل الله عز وجل : { وما كان المؤمنون } ، يعني ما ينبغي لهم أن ينفروا إلى عدوهم ، { كافة } ، يعني جميعا ، { فلولا نفر } ، يعني فهلا نفر ، { من كل فرقة منهم } ، يعني من كل عصبة منهم ، { طائفة } ، وتقيم طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فيتعلمون ما يحدث الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم ، من أمر ، أو نهى ، أو سنة ، فإذا رجع هؤلاء الغيب ، تعلموا من إخوانهم المقيمين .

فذلك قوله : { ليتفقهوا في الدين } ، يعني المقيمين ، { ولينذروا قومهم } ، يعني وليحذروا إخوانهم { إذا رجعوا إليهم } من غزاتهم ، { لعلهم يحذرون } [ آية : 122 ] ، يعنى لكي يحذروا المعاصي التي عملوا بها قبل النهي .