تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (118)

ثم ذكر الذين خلفوا عن التوبة ، فقال : { و } تاب الله ، { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } عن التوبة بعد أبي لبابة وأصحابه ، وهم ثلاثة : مرارة بن ربيعة ، وهلال بن أمية ، وكعب بن مالك ، ولم يذكر توبتهم ، ولا عقوبتهم ، وذلك أنهم لم يفعلوا كفعل أبي لبابة وأصحابه ، فلم ينزل فيهم شيء شهرا ، فكان الناس لا يكلمونهم ، ولا يخالطونهم ، ولا يبايعونهم ، ولا يشترون منهم ، ولا يكلمهم أهلهم ، فضاقت عليهم الأرض ، فأنزل الله عز وجل فيهم بعد شهور أو شهر : { و } تاب أيضا { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } عن التوبة ، يعني بعد أبي لبابة ، وهم : مرارة بن ربيعة ، وهلال بن أمية ، وكعب بن مالك . { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت } يقول : ضاقت الأرض بسعتها ؛ لأنه لم يخالطهم أحد ، { وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله } ، يعني وأيقنوا ألا حرز من الله ، { إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا } ، يعني تجاوز عنهم لكي يتوبوا ، { إن الله هو التواب } على من تاب ، { الرحيم } [ آية :118 ] بهم .