تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (36)

{ إن عدة الشهور عند الله } ، وذلك أن المؤمنين ساروا من المدينة إلى مكة قبل أن يفتح الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا نخاف أن يقاتلنا كفار مكة في الشهر الحرام ، فأنزل الله عز وجل : { إن عدة الشهور عند الله } { اثنا عشر شهرا في كتاب الله } ، يعنى اللوح المحفوظ ، { يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم } ، المحرم ، ورجب وذو القعدة ، وذو الحجة ، { ذلك الدين القيم } يعنى الحساب { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } يعنى في الأشهر الحرام ، يعنى بالظلم ألا تقتلوا فيهن أحدا من مشركي العرب ، إلا أن يبدءوا بالقتل ، { ذلك الدين القيم } يعنى بالدين الحساب المستقيم ثم قال : { وقاتلوا المشركين } يعنى كفار مكة ، { كافة } ، يعنى جميعا ، { كما يقاتلونكم كافة } يقول : إن قاتلوكم في الشهر الحرام ، فاقتلوهم جميعا ، { واعلموا أن الله } في النصر { مع المتقين } [ آية :36 ] الشرك .