جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (36)

{ إن عدة الشهور } ، مبلغ عددها ، { عند الله } ، متعلق بعدة فإنها مصدر ، { اثنا عشر شهرا } ، لا أزيد ذلك كما يفعله المشركون وسنذكره في قوله : " إنما النسيء زيادة " ، الآية ( التوبة : 37 ) ، { في كتاب الله } : في اللوح المحفوظ أو في حكمه ، { يوم خلق السماوات ولأرض } ، أي : ثابت في كتاب الله يوم خلق الأجسام فيكون " قي كتاب الله " صفة لاثني عشر و " يوم خلق " متعلق بمتعلقه ، { منها أربعة حرم } ، رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم ، { ذلك الدين القيم } ، أي : تحريم الأشهر الأربعة هو الدين القويم دين الأنبياء ، { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } ، بهتك جرمتها فإن الظلم فيها أعظم وزرا فيما سواه ، والطاعة فيها أعظم أجرا قال بعضهم : ضمير فيهن راجع إلى اثني عشر ، أي : لا تظلموا في الشهور كلها قال الأكثرون : حرمة المقاتلة في أشهر الحرم منسوخة فأولوا نهي الظلم بترك المعاصي ، وقال بعضهم : محكمة وجازت المقاتلة إذا كانت البدأة منهم وأجابوا عن محاربة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أهل الطائف بأن ابتداءه في الشهر الحلال ، { وقاتلوا{[1964]} المشركين كافة } : جميعا ، { كما يقاتلونكم كافة } : هو تهييج وتحضيض للمسلمين بالاتفاق في محاربة أهل الشرك والنفاق ، { واعلموا أن الله مع المتقين } : وبشرهم بالنصرة بعدما أمرهم بالمقاتلة .


[1964]:فيه دليل على وجوب قتال المشركين وأنه فرض على الأعيان إن لم يقم به البعض/ فتح.