تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطِـُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (37)

{ إنما النسيء زيادة } ، يعنى به في المحرم زيادة { في الكفر } ، وذلك أن أبا ثمامة الكناني ، اسمه جبارة بن عوف بن أمية بن فقيم بن الحارث ، وهو أول من ذبح لغير الله الصفرة في رجب ، كان يقف بالموسم ، ثم ينادي : إن آلهتكم قد حرمت صفر العام ، فيحرمون فيه الدماء والأموال ، ويستحلون ذلك في المحرم ، فإذا كان من قابل نادى : إن آلهتكم قد حرمت المحرم العام ، فيحرمون فيه الدماء والأموال ، فيأخذ به هوازن وغطفان ، وسليم ، وثقيف ، وكنانة ، فذلك قوله : { إنما النسيء } يعنى ترك المحرم { زيادة في الكفر } { يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما } ، يقول : يستحلون المحرم عاما ، فيصيبون فيه الدماء والأموال ، ويحرمونه عاما ، فلا يصيبون فيه الدماء والأموال ، ولا يستحلونها فيه ، { ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا } في المحرم { ما حرم الله } فيه من الدماء والأموال ، { زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين } [ آية :37 ] .