غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (105)

93

ثم عطف عليه قوله : { وأن أقم وجهك } ولا تدع نظراً إلى المعنى كأنه قيل له : كن مؤمناً ثم أقم ولا تدع ، أو المراد وأمرت بكذا وأوحي إلي أن أقم . قال في الكشاف : قد سوغ سيبويه أن يوصل «أن » بالأمر والنهي وشبه ذلك بقولهم : أنت الذي تفعل على الخطاب لأن الغرض وصلها بما يكون معه في معنى المصدر ، والأمر والنهي دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال ، ومعنى { أقم وجهك } استقم إليه ولا تلتفت يميناً ولا شمالاً . و{ حنيفاً } حال من { الدين } أو من الوجه . قال المحققون : الوجه هاهنا وجه العقل أو المراد توجه الكلية إلى طلب الدين كمن يريد أن ينظر إلى شيء نظراً تاماً فإنه يقيم وجهه في مقابلته لا يصرفه عنه .