النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (105)

قوله عز وجل : { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلِّدِينِ حَنِيفاً } أي استقم بإقبال وجهك على ما أمرت به من الدين حنيفاً ، وقيل أنه أراد بالوجه النفس .

و { حَنِيفاً } فيه ستة تأويلات :

أحدها : أي حاجاً ، قاله ابن عباس والحسن والضحاك وعطية والسدي .

الثاني : متبعاً ، قاله مجاهد .

الثالث : مستقيماً ، قاله محمد بن كعب .

الرابع : مخلصاً ، قاله عطاء .

الخامس : مؤمناً بالرسل كلهم ، قاله أبو قلابة قال حمزة بن عبد المطلب :

حمدت الله حين هدى فؤادي *** من الإشراك للدين الحنيف{[1350]}

السادس : سابقاً إلى الطاعة ، مأخوذ من الحنف{[1351]} في الرجلين وهو أن تسبق إحداهما الأخرى .


[1350]:سقط من ق.
[1351]:وعلى هذا فالحنف يكون بمعنى الميل باعوجاج وقد يسمى معوج الرجلين حنيفا تفاؤلا بالاستقامة كما يقال للديغ سليم وللصحراء المهلكة مفازة انظر تفسير القرطبي 2/139،140.