بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (105)

قوله تعالى : { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ } يعني : إنَّ الله تعالى ، قال لي في القرآن : أن أخلص عملك ودينك { لِلدّينِ حَنِيفاً } يعني : استقم على التوحيد مخلصاً { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين } أو يقال : وأمرت أن أكون من المسلمين .

إلى هاهنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك للكفار ، وقد تمّ الكلام إلى هذا الموضع . ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا أمرتك { وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفًا } يعني : وأمرتك أن تخلص عملك دينك للدين حنيفاً ، يعني : استقم على ذلك . والحنف في اللغة ، هو الميل والإقبال إلى شيء ، لا يرجع عنه أبداً ، لهذا سُمِّيَ الرجل أحنف ، إذا كان أصابع رجليه مائلاً بعضها إلى بعض .