غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ} (17)

1

قوله { بما أنعمت عليّ } قيل : أراد به القوة وأنه لن يستعملها إلا في مظاهرة أولياء الله وعلى هذا يكون ما أقدم عليه من إعانة الإسرائيلي على القبطي طاعة ، إذ لو كانت معصية لصار حاصل الكلام بما أنعمت عليّ بقبول توبتي فإني أكون مواظباً على مثل تلك المعصية . وقال القفال : الباء للقسم كأنه أقسم بما أنعم الله عليه من المغفرة أن لا يظاهر مجرماً . وأراد بمعاونة المجرمين إما صحبة فرعون وانتظامه في جملته حيث كان يركب بركوبه كالولد مع الوالد وكان يسمى ابن فرعون ، وإما مظاهرة من تؤدي مظاهرته إلى ترك الأولى . وقال الكسائي والفراء : إنه خبر ومعناه الدعاء كأنه قال : فلا تجعلني ظهيراً والفاء للدلالة على تلازم ما قبلها وما بعدها . وفي الآية دلالة على عدم جواز إعانة الظلمة والفسقة حتى بري القلم وليق الدواة . عن ابن عباس : أنه لم يستثن أي لم يقل . فلن أكون إن شاء الله فابتلي به مرة أخرى . وفي هذه الرواية نوع ضعف فإنه ترك الإعانة في المرة الثانية ، ولئن صحت فلعله أراد أن جرت صورة تلك القضية عليه إلا أن الله عصمه .

/خ21