غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلۡغَٰلِبُونَ} (35)

22

قال جار الله معنى { سنشد عضدك } سنقوّيك بأخيك إما لأن اليد تشتد بشدة العضد وجملة البدن يقوى على مزاولة الأمور بشدة اليد ، وإما لأن الرجل واشتداده بالأخ شبه باليد في اشتدادها باشتداد العضد . والسلطان التسلط والغلبة والحجة الواضحة . وقوله { بآياتنا } إما متعلق بمقدر أي اذهبا بآياتنا ، أو متعلق بظاهر وهو { نجعل } أو { لا يصلون } . ويجوز أن يكون بياناً ل { لغالبون } كأنه قيل : بماذا نغلب ؟ فقيل : بآياتنا . وامتنع أن تكون صلة ل { لغالبون } لتقدمه ، ويجوز أن تكون قسماً جوابه { لا يصلون } مقدماً عليه مثله . ويجوز أن يكون من لغو القسم الذي لا جواب له كقولك " زيد وأبيك منطلق " والمراد الغلبة بالحجة والبرهان في الحال أو بالدولة والمملكة في المآل ، وصلب السحرة بعد تسليم ثبوته لا يقدح في قوله { ومن اتبعكما الغالبون } لأن الدولة الباقية أعلى شأنا .

/خ42