محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلۡغَٰلِبُونَ} (35)

{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } أي سنقويك به ونعينك .

قال الشهاب : والشد التقوية . والعضد من اليد معروف . فهو إما كناية تلويحية عن تقويته ، لأن اليد تشد بشدة العضد ، والجملة تشتد بشدة اليد ، ولا مانع من الحقيقة كما توهم . أو استعارة تمثيلية . شبه حال موسى في تقويته بأخيه عليهما السلام ، بحال اليد في تقويتها بيد شديدة . { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا } أي غلبة ومهابة في قلوبهم أو حجة { فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } أي بإيذاء ، فضلا عن القتل { بِآيَاتِنَا } متعلق بمحذوف أي اذهبا بآياتنا . أو ب { نجعل } أي نسلطكما بها أو بمعنى { لا يصلون } أي تمتنعون منهم بها . أو قسم جوابه { لا يصلون } مقدر . أو صلة ل { الغالبون } في قوله : { أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ } وتقدمه ، إما للفاصلة أو للحصر . أي الغالبون عليهم ، وإن غلبوكم وغلبوا العالمين قبلكم .