البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلۡغَٰلِبُونَ} (35)

فأجابه تعالى إلى طلبته وقال : { سنشد عضدك بأخيك } .

وقرأ زيد بن علي ، والحسن : عضدك ، بضمتين .

وعن الحسن : بضم العين وإسكان الضاد .

وعن بعضهم : بفتح العين وكسر الضاد ؛ وفتحهما ، قرأ به عيسى ، ويقال فيه : عضد ، بفتح العين وسكون الضاد ، ولا أعلم أحداً قرأ به .

والعضد : العضو المعروف ، وهي قوام اليد ، ويشدتها يشتد .

قال الشاعر :

أبني لبيني لستما بيد *** لا يداً ليست لها عضد

والمعنى فيه : سنقويك بأخيك .

ويقال في الخير : شد الله عضدك ، وفي الشر : فتّ الله في عضدك .

والسلطان : الحجة والغلبة والتسليط .

{ فلا يصلون إليكما } : أي بسوء ، أو إلى إذايتكما .

ويحتمل { بآياتنا } أن يتعلق بقوله : ويجعل ، أو بيصلون ، أو بالغالبون ، وإن كان موصولاً على مذهب من يجوز عنده أن يتقدم الظرف والجار والمجرور على صلة أل ، وإن كان عنده موصولاً على سبيل الاتساع ، أو بفعل محذوف ، أي اذهبا بآياتنا .

كما علق في تسع آيات باذهب ، أو على البيان ، فالعامل محذوف ، وهذه أعاريب منقولة .

وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون قسماً جوابه { فلا يصلون } مقدماً عليه ، أو من لغو القسم . انتهى .

أما أنه قسم جوابه { فلا يصلون } ، فإنه لا يستقيم على قول الجمهور ، لأن جواب القسم لا تدخله الفاء .

وأما قوله : أو من لغو القسم ، فكأنه يريد والله أعلم .

إنه لم يذكر له جواب ، بل حذف لدلالة عليه ، أي بآياتنا لتغلبن .