الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلۡغَٰلِبُونَ} (35)

العضد : قوام اليد ، وبشدّتها تشتد . قال طرفة :

أَبَنِي لُبَينَى لَسْتُمُو بِيَدٍ *** إِلاَّ يَداً لَيْسَتْ لَهَا عَضُدُ

ويقال في دعاء الخير : شدّ الله عضدك . وفي ضده ؛ فت الله في عضدك . ومعنى { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } سنقويك به ونعينك ، فإمّا أن يكون ذلك لأن اليد تشتد بشدة العضد . والجملة تقوى بشدة اليد على مزاولة الأمور . وإمّا لأنّ الرجل شبة باليد في اشتدادها باشتداد العضد ، فجعل كأنه يد مشتدة بعضد شديدة { سلطانا } غلبة وتسلطا . أو حجة واضحة { بئاياتنا } متعلق بنحو ما تعلق به في تسع آيات ، أي اذهبا بآياتنا . أو بنجعل لكما سلطانا ، أي : نسلطكما بآياتنا . أو بلا يصلون ، أي : تمتنعون منهم بآياتنا . أو هو بيان للغالبون لا صلة ، لامتناع تقدم الصلة على الموصول . ولو تأخر : لم يكن إلا صله له . ويجوز أن يكون قسماً جوابه : لا يصلون ، مقدماً عليه . أو من لغو القسم .