قوله «عَضُدَكَ » العامة على فتح العين وضم الضاد ، والحسن وزيد بن علي ( بضمهما ){[40324]} {[40325]} وعن الحسن بضمة وسكون{[40326]} ، وعيسى بفتحهما{[40327]} ، وبعضهم بفتح العين وكسر الضاد{[40328]} ، وفيه لغة سادسة فتح{[40329]} العين وسكون الضاد{[40330]} ، وهذا كناية عن التقوية له{[40331]} بأخيه وكان هارون يومئذ بمصر .
قوله : { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً } أي : حُجَّةً وبرهاناً { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } . فإن قيل : بيَّن تعالى أن السلطان هو بالآيات فكيف لا يصلون إليهما لأجل الآيات ، أو ليس فرعون قد وصل إلى صلب السحرة ؟ فإن كانت هذه الآيات ظاهرة فالجواب : أن الآية التي هي قلب العصا حيَّة كما أنها معجزة فهي أيضاً تمنع من وصول ضرر فرعون إلى موسى وهارون ، لأنهم علموا أنه{[40332]} متى ألقاها صارت حية عظيمة ، وإن أراد إرسالها عليهم أهلكتهم زجرهُم ذلك عن الإقدام عليها ، فصارت مانعة من الوصول إليهما بالقتل وغيره وصارت آية ومعجزة وجمعت بين الأمرين ، وأما صلب السَّحرة{[40333]} ففيه خلاف ، فقيل : إنهم ما صُلِبوا ، وليس في القرآن ما يدل على ذلك ، وإن سلم فوصول الضرر لغيرهما لا يقدح في عدم الوصول إليهما{[40334]} .
قوله : «بآياتِنَا » يجوز فيه أوجه أن يتعلق ب «نَجْعَلُ » أو ب «يَصِلُونَ » أو بمحذوف ، أي : اذهبا ، أو على البيان فيتعلق بمحذوف أيضاً ، أو ب «الغَالِبُونَ » على أن ( أل ){[40335]} ليست موصولة أو موصُولة ، واتِّسع فيه ما لا يتسع في غيره ، أو قسمٌ وجوابه متقدم ، وهو «فَلاَ يَصِلُونَ » ، أو من لغو القسم ، قالهما الزمخشري{[40336]} ، ورد عليه أبو حيان بأن جواب القسم لا تدخله الفاء عند الجمهور{[40337]} . ويريد : بلغو القسم أن جوابه محذوف أي : وحقِّ آياتِنَا{[40338]} لَتَغْلِبُنَّ{[40339]} ، ثم قال : { أَنتُمَا وَمَنِ اتبعكما الغالبون } أي : لكما ولأتباعكما الغلبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.