الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلۡغَٰلِبُونَ} (35)

قوله : { عَضُدَكَ } : العامَّةُ على فتحِ العينِ وضمِّ الضادِ . والحسن وزيد بن علي بضمِّهما . وعن الحسن بضمةٍ وسكونٍ وعيسى بفتحِهما ، وبعضُهم بفتحِ العينِ وكسرِ الضادِ . وفيه لغةٌ سادسةٌ : فتح العينِ وسكونُ الضادِ . ولا أعلمُها قراءةً . وهذا كنايةٌ عن التقوِيَةِ له بأخيه .

قوله : { بِآيَاتِنَآ } يجوزُ فيه أوجهٌ : أَنْ يتعلَّقَ ب " نَجْعَلُ " أو ب " يَصِلُوْن " ، أو بمحذوفٍ أي : اذْهبا ، أو على البيان ، فيتعلَّقُ بمحذوفٍ أيضاً ، أو ب " الغالبون " ، على أنَّ أل ليست موصولةً ، أو موصولةٌ واتُّسِعَ فيه ما لا يُتَّسَعُ في غيرِه ، أو قَسَمٌ وجوابُه متقدِّمٌ وهو " فلا يَصِلُون " ، أو مِنْ لَغْوِ القسمِ . قالهما الزمخشري . ورَدَّ عليه الشيخُ بأنَّ جوابَ القسمِ لا تدخُلُه الفاءُ عند الجمهور . ويريدُ بلَغْوِ القسمِ أنَّ جوابَه محذوفٌ أي : وحَقِّ آياتِنَا لتَغْلُبُنَّ .