فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجۡعَلُ لَكُمَا سُلۡطَٰنٗا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيۡكُمَا بِـَٔايَٰتِنَآۚ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلۡغَٰلِبُونَ} (35)

{ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } أي نقويك به ، فشدّ العضد كناية عن التقوية ، ويقال في دعاء الخير : شدّ الله عضدك ، وفي ضدّه : فتّ الله في عضدك . قرأ الجمهور { عضُدك } بفتح العين . وقرأ الحسين وزيد ابنا عليّ بضمها . وروي عن الحسن أيضاً أنه قرأ بضمة وسكون . وقرأ عيسى بن عمر بفتحهما . { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سلطانا } أي حجة وبرهاناً ، أو تسلطاً عليه ، وعلى قومه { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } بالأذى ولا يقدرون على غلبتكما بالحجة ، و{ بئايتنا } متعلق بمحذوف ، أي تمتنعان منهم بآياتنا ، أو اذهبا بآياتنا . وقيل : الباء للقسم ، وجوابه { يصلون } وما أضعف هذا القول . وقال الأخفش وابن جرير : في الكلام تقديم ، وتأخير ، والتقدير { أَنتُمَا وَمَنِ اتبعكما الغالبون } بآياتنا ، وأوّل هذه الوجوه أولاها ، وفي { أَنتُمَا وَمَنِ اتبعكما الغالبون } تبشير لهما ، وتقوية لقلوبهما .

/خ43