غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ} (16)

1

وأما معنى { محضرون } لا يغيبون عنه وقد مر في قوله { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } [ القصص : 61 ] وإنما أهمل ذكر الفسقة من أهل الإيمان اكتفاء بما ذكر في الآيات الأخر كقوله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }

[ النساء : 48 ] وكقوله { إنما التوبة على الله } [ النساء :17 ] إلى قوله { تبت الآن } [ النساء :18 ] قال جار الله : لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد وقال آخرون : لما ذكر عظمته في المبدأ بقوله { ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق } وفي الانتهاء بقوله { ويوم تقوم الساعة } وكرر ذكر قيام الساعة للتأكيد والتخويف ، أراد أن ينزه نفسه عن كل سوء ويثبت لذاته كل حمد ليعلم أنه منزه عن طاعات المطيعين ، محمود على كل ما يوصل إلى المكلفين ، مذكور على لسان أهل السموات والأرضين . والتسبيح في الظاهر هو تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما في كل منها من كل نعمة متجددة .

/خ32