غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (29)

20

ثم أعاد طرفاً من دلائل قدرته مع تذكير بعض نعمه قائلاً { ألم تر } وقد مر نظيره في " الحج " إلى قوله { الكبير } وقوله ههنا { يجري إلى أجل مسمى } وقوله في " فاطر " و " الزمر " { لأجل مسمى } [ الزمر : 5 ، فاطر : 13 ] يؤل إلى معنى واحد وإن كان الطريق مغايراً ، لأن الأول معناه انتهاؤهما إلى وقت معلوم وهو للشمس آخر السنة وللقمر آخر الشهر . وعن الحسن : هو يوم القيامة لأن جريهما لا ينقطع إلا وقتئذ .

والثاني معناه اختصاص الجري بإدراك أجل معلوم كما وصفنا . ووجه اختصاص هذا المقام بإلى وغيره باللام ، أن هذه الآية صدِّرت بالتعجيب فناسب التطويل .

/خ34